أكد سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه لا تنتاب موسكو نشوة عارمة بعد فوز ترامب. وقال "ريابكوف": "لقد تراكمت لدينا تجارب متباينة في التعامل مع الإدارات الأمريكية بين جمهورية وديمقراطية، وسبق للعلاقات بين موسكووواشنطن أن انطلقت على موجة جيدة وبنبرة مسموعة مع قدوم الإدارة الجديدة في واشنطن، لتغرق في الأزمات من جديد". وأضاف بأنه ليس بودنا أن يتشكل لدى الرأي العام الروسي انطباعات توحي بأننا نعلق آمالاً سعيدة على فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولا بد من الإشارة إلى تبني ممثلي حملة ترامب وعدد من الشخصيات المحيطة به مواقف متشددة للغاية تجاه روسيا أفصحوا عنها". وقال الدبلوماسي "لم نلمس حتى الآن ما يدعونا إلى التخلي عن طرحنا القاضي بتبلور توافق حزبي ثنائي معاد لروسيا في الولاياتالمتحدة طيلة الحملة الانتخابية الأمريكية، ولا نعلق أي آمال على الإدارة الأمريكية الجديدة أو على أي إدارة أخرى بما فيها المنتهية ولايتها". وعلى صعيد العلاقات مع واشنطن في ضوء فوز ترامب، قال «ريابكوف»: "نريد العودة بالعلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، على أن تستند إلى أسس احترام السيادة والاحترام المتبادل للمصالح، والتعامل بمسؤولية مع القانون الدولي بما يشمل عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول". وأضاف "نحن مستعدون ومن اليوم الأول لتوليه مهامه، للحوار البناء والتعاون المشترك كما لن نتخلى عن الحوار والتعاون مع إدارة باراك أوباما المنتهية حتى موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد". ووعد نائب وزير الخارجية الروسي بأن موسكو سوف تحافظ على أجندة العمل كاملة في العلاقات مع واشنطن، وهي الأجندة التي تحمل أوزانًا وأثقالًا كبيرة تشدها إلى القاع، على حد قوله، رغم الجوانب الإيجابية التي تتسم بها هذه العلاقات، موضحًا "لن نضيع الوقت سدى، وهذا سينسحب على الإدارة الأمريكية الجديدة أيضًا".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد أن موسكو تحترم خيار الشعب الأمريكي في الانتخابات، قائلًا: إن "الجانب الروسي يأمل في أن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة التي تمر حاليًا في مرحلة حرجة للغاية، تتحسن وتصبح طبيعية، وذلك يخدم مصالح شعبينا والمجتمع الدولي بأكمله". هذا فيما هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات، مشيرًا إلى أن موسكو سمعت دعواته إلى إعادة بناء العلاقات الثنائية وهي مستعدة للسير في هذا الطريق. من جانبه أكد وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكاييف أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها من أجل استعادة العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولاياتالمتحدة. وقال "أوليوكاييف" أمام مجتمع رجال الأعمال في النمسا عقب إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية: إن "الشعب الأمريكي اختار، ويجب احترام ذلك، ومن جانبنا سنبذل قصارى جهدنا للتغلب على المرحلة السلبية التي تمر بها علاقتنا - وبطبيعة الحال، نود استعادة مستوى أعلى من الثقة والتعاون في القضايا الاستراتيجية، لكن أخشى أن نصاب بخيبة أمل - فقبل ثماني سنوات، كانت هناك توقعات كبيرة عندما انتخب الرئيس باراك أوباما، ولسوء الحظ لم تكن النتيجة جيدة جدًا". وأعرب الوزير الروسي عن أسفه قائلًا: إنه "منذ عامين ونصف تقريبًا - هناك حالة تجميد للتجارة والعلاقات الاقتصادية، ولا توجد اتصالات مع المسؤولين الأمريكيين حتى في مجال الأعمال الصغيرة، وإن روسيا مستعدة للذهاب بعيدًا جدًا من جانبها، ونحن منفتحون على شركائنا الأمريكيين". ولا تزال التوقعات تتضارب بشأن إمكانية رفع أو تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، فيما يرى خبراء اقتصاديون أن العلاقات الاقتصادية بين موسكووواشنطن لن تعود بالسرعة المتوقعة نظرًا لارتباطها بقضايا وأزمات سياسية وملفات لم يتم تسويتها بعد.