نورهان حجازي وسط التخوفات من اتخاذ دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد إجراءات وخطوات محلية ودولية تثير القلق والمخاوف لدى دول أو أفراد، يرى إزرا كلين الخبير الأمريكي بالشؤون الدولية أن ترامب لن يكون حاكمًا مُطلقًا يمكنه فعل أي شئ وقتما يريد. وفي مقالة له بوكالة فوكس الإخبارية الأمريكية، أشار "كلين" إلى أن المؤسسات الأمريكية ستقوم فور دخول ترامب للمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بالإشراف والمراقبة لأداءه"، موضحًا أنه بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، فإن الأمر متروك الآن لمؤسسات الحكم بالولايات المتحدة والموظفين التابعين لهذه المؤسسات كي تراقب أعماله". وقال: إن "الرئيس الجديد رجل ذو طبيعة استبدادية ويميل لنظرية المؤامرة، كما أن لديه مزاج متقلب ولا يتحكم في انفعالاته، كما لديه غريزة داخلية لخلق أعداء وخصوم، ويبحث جيدًا عن نقاط ضعفهم لمهاجمتهم، في الوقت الذي لا يهتم فيه بالسياسة أو العادات الاجتماعية". وأوضح الخبير أن غالبية الناس تبالغ قليلًا فيما يتعلق بقدرات "ترامب"، مضيفًا أن الأخير يتولى رئاسة مكتب من المعروف أن سلطاته محدودة، والمثال الأكبر على ذلك هو عدم تمكن باراك أوباما من إحداث التغيير الذي وعد الجماهير به، مشيرًا إلى أن ترامب لا يمكن أن يفرض رؤيته على واشنطن، خاصة أنه مقيدًا من قبل مجلسي النواب والشيوخ، والمحكمة العليا، والأجهزة التنفيذية، كما أنه مُطوق بضغوط موظفيه والحزب المنتمي إليه، وهو الحزب الجمهوري". وذكر أن الكونجرس الأمريكي يستخدم ترامب كأداة لتمرير أجندته، موضحًا أن السؤال الآن هو : هل سيقوم الكونجرس بفحص نشاطات ترامب فيما يتعلق بمجالات استخدامه لسلطته في زمن الحرب والصفقات التجارية؟. وأضاف "كلين" أن القيمة الحقيقة للمؤسسات الأمريكية تتمثل في من يشغلونها، ورغم أن الأحزاب لديها حوافز قوية لدعم الرئيس الجديد - إلا أن الأصعب هو كيفية حفاظه على ذلك الدعم بعد توليه البيت الأبيض، والجمهوريين على استعداد للمخاطرة من أجل حماية البلاد التي يحبونها". وأشار إلى أن مجلسي النواب و الشيوخ يعلمان جيدًا أن نجاح ترامب هو نجاحهم، وأن قوته قوتهما، والشيء نفسه ينطبق على موظفيه ومعاونيه، ولهذا فإن الأغلبية الجمهورية تهتم بآراء الناخبين في ترامب 2020، بعد انتهاء ولايته الأولى. وأوضح أن المؤسسات الأمريكية ستحرص على عدم اتخاذ ترامب سياسات تؤدي لتهجير العائلات أو التورط في حروب الكارثية أو مواجهات عنيفة، ما قد يودي بالاقتصاد لهاوية الانهيار، وحينها لن تكون الانتخابات المقبلة بعد 4 سنوات لطيفة بالنسبه إليهم". واختتم الخبير الدولي قائلًا: "وسط هذه المراقبة وهذه الضفوط، سيشعر ترامب بطريقة ما أن عليه تغير السلوك المتطرف الذي اتبعه خلال حملتة، وحتى لو لم يفعل ذلك فإن الجمهوريون سيجبرونه، وذلك لإقناع الناخبين أنهم يديرون البلاد بشكل جيد".