الذى يتحدث عن المصالحة حاليا مثله مثل القائد الذى يبرر تقهقره أمام عدو يغزو بلاده بحجة الحفاظ على الأرواح. نحن بالفعل أمام حرب حقيقية هجومية يقودها المحور الإخوانى بقيادة تركيا الأردوغانية ضد مصر شعبًا وجيشًا ودولة وتاريخا وحاضرا ومستقبلا، وعلى المستوى الداخلى والمستوى الدولى. والمحور الإخوانى ينضوى تحته التنظيم الدولى للإخوان وقطر وحماس و«النهضة» التونسية وحزب الإصلاح اليمنى وإخوان ليبيا والكويت والأردن وسوريا والمغرب، وحلفاؤهم من الجماعات الجهادية حول العالم. هذا التحالف الذى اجتمع ممثلوه أكثر من مرة بعد سقوط مرسى اتخذوا قرار الحرب بالفعل وبدؤوا فى تطبيق خطتهم على كل الأصعدة، والحروب فى الوقت الحالى ليست كلها حروبا تتواجه فيها الجيوش، بل أغلبها تسليط جماعات التخريب والفوضى والإرهاب على بلد لإسقاطه من داخله بتمويل وتسليح وتخطيط وتعبئة خارجية، أو محاصرة الدولة عبر المنظمات الدولية ومؤسسات التمويل الدولية، وكذا عبر العلاقات مع الدول الكبرى، وهى كذلك حرب إعلامية تسعى لعزل النظام وتلطيخ سمعته والتحذير من التعاون معه أو زيارة السياح لبلده ومحاولة حجب الاستثمارات عنه، وجزء من تكتيك هذه الحرب هو إرهاق الخصم بأكبر قدر ممكن من العمليات الإرهابية والفوضى وتعطيل العمل حتى يضطر تحت وطأة الخوف من الفشل إلى قبول شروط التصالح التى يهندسها ويعرضها التنظيم الدولى للإخوان، مرة عبر مبادرة من محمد حسان ومرة أخرى من محمد سليم العوا ومرة ثالثة من عبود الزمر والعديد من المبادرات المشابهة معظمها يأتى من طرف الإخوان وحلفائهم، وآخرها دخول الثعلب الكبير على الخط وهو الدكتور أحمد كمال أبو المجد. على فكرة فهمى هويدى والقرضاوى والعوا وأبو المجد والبشرى ومحمد عمارة كلهم شلة أصدقاء واحدة تعمل لصالح الإخوان، وأحمد كمال أبو المجد هو من كان يدير مصالحات رجال أعمال مبارك مع نظام الإخوان وجَنَى مكتبه أموالا طائلة من وراء هذه السمسرة غير المشروعة... فهل يعمل رجل بهذه المواصفات لصالح مصر ثورة 30 يونيو؟، وهل ننسى حديثه مع جريدة «الوطن» فى أثناء حكم مرسى الذى دافع بضراوة عن مرسى وحكم الإخوان وقال «أقول لمن ينادى بسقوط شرعية مرسى اسكت يا حمار وروّح لأمك»، وانتقد معارضيهم بشدة ووصف الإعلام المهاجم لمرسى بالسفاهة والغوغائية والديماجوجية «وهناك من الإعلاميين عايزين ضرب الجزم»، ووصف الشعب المصرى بالعبط والجنون «لا يوجد أعبط ولا أهبل ولا أجنّ من شعب مصر»! هل هذا شخص محايد يقود مبادرة لصالح مصر؟، فى الوقت الذى يعمل فيه ابنه حتى اللحظة سفيرا لمصر فى كندا ممررا رسائل عدائية ناعمة ضد الوضع الحالى. لن أستطرد كثيرا فى الحديث عن مبادرة أحمد كمال أبو المجد ولكن أترك الأستاذ الكبير راجى عنايت يصف هذه المبادرة «أبو المجد.. ونزيف دماء مصر»: مَن صاحب هذه الفكرة الانتحارية فى جماعة الحكم الحالى؟ مَن الذى يرى حالة الهيموفيليا أو نزيف دماء مصر ويلجأ إلى راسبوتين أبو المجد؟! وللبريد بقية.