لم يتوقع أن مشاهدته لأفلام الكارتون، وقراءته لمجلتى ميكى وعلاء الدين في الصغر، ستكون سببا فى حبه لعالم الرسوم المتحركة، وأن سوء تعامل بروفيسور معه فى كلية الهندسة، سيجعله يتمرد على قرار والده، فاستطاع "هانى" تحويل ابطال المسلسلات المصرية إلى شخصيات كرتونية. هانى جمال، شاب فى العقد الثالث من عمره، أرسله والده إلى أمريكا للألتحاق بأحد الكليات القمة هناك، هندسة أو طب، يقول:" اللى هو يا تبقى مهندس أو تبقى دكتور، كان رافض فكرة الرسم و الفن تماماً .. و يقولى دى مش شغلانة دى هواية".
لم يكن أمام هانى غير الموافقة على قرار والده، فألتحق بكلية هندسة كهرباء، وخلال فترة الدراسة، كان عليه العمل فى المطاعم ومحطات البنزين، يقول" كنت بصرف على نفسىى، و بدرس حاجةً أنا مجبر عليها و مضطر اشتغل فى محلات طعام و بنزينات، ..مكنتش قادر أكمل". فى السنة الثانية بكلية الهندسة، قابل هانى بروفسور لأحد المواد، جعله يكره حياته بعد أن صعب عليه المواد يقول:"كان مصعب كل حاجة عليا فى المادة الى كان بيدرسهالى". لحظتها أدرك هانى أن عليه أن يترك صغوطات العمل وشعوره الدائم أنه مجبر على دراسة الهندسة، وراء ظهر بأخذ قرار تركها، يقول،:"ساعتها بس ادركت أنى كبرت كفاية و مستقل كفاية أنى اخد قراراتى بنفسى و امشى فى الطريق الى بحبه.. فاتمردت، و تركت الكلية و ابتدييت ابحث فعلا عن كليات ال فنون جميلة قسم (animation) لأن حلمى أنى اشتغل على أفلام ديزنى و بيكسار". درس هانى الفنون جميلة، رغم عدم رضا اباه التام، لكنه كان مؤمن أنه قادر على صناعة شىء مختلف فى المجال الفنى، يقول،:" كنت مصدق نفسي وعارف انى هضيف للمجال..وكان لازم اتمرد على العقلية القديمة بتاعة كليات القمة، لانى اكتشفت انى مش عايز اى حاجة فى الدنيا غير انى ارسم و اخلق فن الناس تقدر تستمتع بيه و يخليها تتأمل جوا نفسها و تشوف حاجة جديدة و يبقى الإلهام ليهم اى كان ال مجال الى هما فيه".
بداية هانى مع الرسم بدأت فى فترة الدراسة من كشكول المذكرات، يقول:" :"كنت علطول ماشى بكل رسوماتى عشان اقدر اواريها لا اى حد أقابله و اعرف رأيه، في صغرى كنت علطول أفضى الرسم عن أنى اذاكر حاجة مش مهتم بيها و مش حاسسها ممكن تكون طريقة التفكير دى، هى الى خلتنى اتجن و اسيب كلية الهندسة و امشى فى سكة الفنون جميلة و الكاراكتير دزاين".
يتمنى هانى أن يهتم المصريين بفن الأنيميشين، وأفلام الكارتون، راغبا فى تغير الفكر الشرقي، يقول:" نفسى أغير من الفكر الشرقي بتاع متشتغلش الى بتحبه و حب الى بتشتغله..الفكر الى بيقضى على المواهب).. عايز أغير فكر الناس لفكر يشجع على الإبداع، لانى اكتشفت انى مش عايز اى حاجة فى الدنيا غير انى ارسم و اخلق فن الناس تقدر تستمتع بيه و يخليها تتأمل جوا نفسها و تشوف حاجة جديدة و يبقى الإلهام ليهم اى كان ال مجال الى هما فيه".