فيلم رسوم متحركة يحكى عن صياد سمك فقير بائس يصارع لكى يعيل عائلته، يذهب فى رحلة صيد كبيرة ولا يملك فى جيبه إلا أوراق الحظ (الكوتشينة)، والتى ستكون سبب سعادته فيما بعد، ثم يحدث ما لا يتوقع عندما يذهب إلى هذه الرحلة، قصة صغيرة صنعت فيلماً عالمياً هو فيلم «تاروت» الذى أخرجه أحمد رشدى، شاب فى أواخر العشرينات من العمر، فجعله يقف بهذا النجاح على السجادة الحمراء فى مهرجان كان. ■ عرّفنا بنفسك؟ - أنا أحمد رشدى عندى 27 سنة، خريج كلية الفنون الجميلة، قسم رسوم متحركة دفعة 2010. ■ كلمنا عن بداية عملك؟ - أنا اشتغلت بعد التخرج graphic designer (مصمم جرافيك) فى شركات دعاية وإعلان كتيرة عشان أكل العيش، لأن مصر مافيهاش سوق قوى فى Animation films (أفلام الرسوم المتحركة) وبعد كدة بقيت Art director (مخرج فنى). ■ ما سبب اختيارك للإخراج؟ - وأنا صغير، كنت بحب أتفرج على أفلام الكرتون وكنت بتخيل قصص فى دماغى وأرسمها وتمنيت أشوفها حقيقة، كمان كان حلم ليا إنى أعمل فيلم رسوم متحركة فى مشروع التخرج وعملته، وبحكم شغلى فى جرافيك، لكذا فيلم بقى عندى خبرة نوعاً ما، ومن هنا اتجهت إلى الإخراج. ■ هل دراستك ساعدتك فى إخراج أفلام الكرتون؟ - لا، لأن الكلية عندنا مش بتهتم بتدريس الرسوم المتحركة أوى أنا فاكر كل اللى درسته عن الإنيميشن كان واحد بيمشى وكرة بتنط، القسم اسمه «رسوم متحركة وفن كتاب» بس اللى بندرسه فى المجال رسم عادى زى book cover (غلاف كتاب)، ده اللى خلانى من وأنا فى سنة أولى كلية أشتغل فى مجال الدعاية والإعلان عشان أكتسب خبرة. ■ كلمنى أكتر عن فيلم «تاروت»؟ - الفيلم مستوحى من الأوبريت الغنائى التراثى «قسم وأرزاق»، وهو اتعمل فى يومين ودخل مسابقة (Hours 48 film project)، وكان أول فيلم «إنيميشن» قصير يتعمل فى يومين من أول لما المسابقة ابتدت عام 2001، وفيلم بيدور حول الصياد الفقير محتاج فلوس، هيطلب من جاره يسلفه فمش هيرضى وهيديله كوتشينة، باستهزاء يقول له بيعها وخد الفلوس بتاعتها، وبيحاول الصياد يبيعها بس محدش بيرضى يخدها، لحد ما يطلع على سفينة وبيروح جزيرة غريبة وبتبقى الكوتشينة سبب سعادته. ■ كم جائزة حصل عليها فيلم «تاروت»؟ - حصل على 9 جوايز والفيلم اترشح أنه يعرض فى هوليوود واتعرض فى المسرح الصينى، وتم اختياره من 4500 فيلم من حول العالم ليكون من أحسن 13 فيلماً على العالم وبقى له عرض خاص فى سينما من أكبر سينمات مهرجان كان(the palais). ■ هل كنت متوقع النجاح الكبير ل«تاروت»؟ - لا، عمرى ما توقعت إنى هروح هوليوود ومهرجان كان ب«تاروت» واعمل السبق ده فى العالم انا تعبت فيهم جداً، فى الأول وفى الآخر الفكرة فى العمل الجماعى وأن الناس حابه ده والأهم توفيق ربنا طبعاً. فيلمه حصل على 9 جوائز وعُرض فى «كان» وحصل على الترتيب 13 لأحسن فيلم كرتون فى العالم ■ شعورك إيه لما تاروت عرض فى مهرجان كان؟ - كنت مبسوط جداً لإنى وصلت هنا من غير ما أحتاج إلى أى شركة إنتاج، حاجة متصرفش عليها جنيه بالمعنى الحرفى وأنا هناك كنت بفكر فى حاجه واحدة إمتى اللحظة اللى نلاقى فيها الدعم الكافى اللى يخلينى أقف بفيلم كبير وطويل فى مهرجان زى ده. ■ لماذا لم يشعر أحد فى مصر بنجاحك؟ - المشكلة مفيش سوق لأفلام الإنيميشن فى مصر ولو رحت لأى منتج مش هيصرف على حاجه زى كده، ممكن الدولة أو الجهات المختصة تساعدنا وأنا واثق أن لو اتوفر لينا الإمكانيات هنعمل شغل جامد جداً وهتنافس بقوة. ■ كلمنى عن فيلمك الثانى «ليل»؟ - «ليل» بيتكلم عن مشكلة كلنا عايشنها وهى مشكلة الجواز فى مصر وأنا عامله من وجهة نظر الصفقة أن الجواز بقى صفقة بين عيلتين بعيداً عن أى مشاعر. ■ إيه هى الجوايز اللى حصل عليها «ليل»؟ - حصل على جايزة أحسن مونتاج فى مهرجان الساقية وأخذ ثلاث شهادات تقدير من وزارة الثقافة ومهرجان المنصورة والهيئة العامة لقصور الثقافة، وشارك فى 9 مهرجانات، أهمها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى مصر. ■ ما وجهة نظرك لجعل صناعة السينما أفضل؟ - عن طريق استخدام مواضيع مختلفة، وطريقة العرض أو التناول بالمواضيع دى لازم تبقى مبهرة وبشكل جديد زى فيلم «الفيل الأزرق» ومسلسل «تحت السيطرة»، ونهتم بأننا نعمل حاجة عالمية الموضوع بسيط بس إحنا فى حالة كسل. ■ شايف إيه دور المخرج؟ - يكون عنده رؤية فنية واضحة، وأنا بالنسبة ليا بحب مش ابقى مخرج وبس، بحب أبقى جزء من العمل فى أى حاجة بعرف أعملها وبفهم فيها. ■ كلمنا عن أعمالك المقبلة؟ - بشتغل على فيلم جديد «إنيميشن» اسمه «بائع البطاطا المجهول» بطولة: خالد أبوالنجا وتارا عماد والمذيع إبراهيم عبدالجواد. ■ كلمنا عن خطوات المخرج للعالمية؟ - اتفرج على أفلام والتجربة أحسن حاجة، واشتغل على المتاح حتى لو بدون إمكانيات، كمخرج هيعلمك حاجات على المدى البعيد، وخد الخطوة ومتتردش كتير عشان تتعلم منها، الموضوع عامل زى السلم لو فضلت خايف عمرك ما هتطلعه، وحضر كويس قوى للفيلم قبل لما تعمله.. التحضير أهم حاجة.