ستظل دماء ضحايا أحداث أول من أمس فى رقبة قيادات جماعة «الإخوان» الإرهابية إلى يوم الدين. كل عاقل فى مصر حذَّرهم من خطورة ما يفعلون، لكنهم كانوا مصممين على أن يلحقهم العار وهم يحاولون إحراق الوطن. لم يكن هدفهم فقط هو إفساد احتفال شعب مصر بانتصار أكتوبر وإنما كانوا يريدون تأكيد أن استباحة دماء المصريين هى غايتهم، وأن القتل والتدمير أسمى أمانيهم!! وكان الهدف هو ترويع المصريين حتى لا ينزلوا إلى الميادين ليصدّروا للعالم صورة كاذبة بأن الصراع بينهم وبين الجيش فقط. لكن الملايين التى ردَّت عليهم بالخروج إلى الميادين كانت تقول لهم وللعالم إن الصدام هو بين هذه الجماعة الضالة وبين شعب مصر بكل أطيافه وبمختلف تياراته. وكانوا يدركون جيدا أن وصولهم إلى ميدان «التحرير» يعنى تحويله إلى بحر من الدماء، وكانت القيادات الخائنة فى الجماعة الإرهابية ترى فى ذلك غاية المُنى وباب الدخول فى اقتتال داخلى تسعى له وتعمل مع القوى الأجنبية التى تشتغل لحسابها على زرعه فى مصر بأى وسيلة. وعندما فشلت المحاولة الإجرامية جُنّ جنونهم وظهرت الأسلحة النارية وبدأ القتل والتدمير، والانتقام من شعب كشف المؤامرة، ومن جيش انحاز إلى إرادة الشعب كما كان على طول التاريخ. لم يكن قرارهم بالصدام فى هذا اليوم العظيم فى تاريخ مصر قرارا عشوائيا. كانوا يرون الفشل يطاردهم ويلمحون علامات النهاية التى بدأت مع سقوطهم المدوّى على يد شعب مصر فى 30 يونيو، كانوا قد أدركوا حجم كراهية الشعب لهم، وقسوة الضربات التى تلقاها إرهابهم هم وحلفاؤهم من جماعات الضلالة والمتاجرة بالدين. وكانوا يفزعون مما يحققه شعب مصر على طريق استعادة الدولة وبناء النظام الجديد وفرض الاستقرار وإنقاذ الاقتصاد وعودة السياحة وإدراك العالم كله أن مصر لن تحكمها إلا إرادة شعبها. أعماهم الله فهم لا يصبرون. تتوهم القيادات الخائنة فى جماعة «الإخوان» أن استباحة الدم الحرام سوف تجعل لهم سعرًا فى سوق التفاوض. لا يدركون معنى الصدام مع شعب بأكمله والتآمر مع الأعداء على الوطن. لا يفهمون معنى أن يحتفل الشعب فى وقت واحد بانتصاره على إسرائيل.. وعلى الإخوان!! لا يعرفون معنى أن تتحول مشاعر الغضب منهم إلى مشاعر الاحتقار التى تنال كل مَن تآمر على مصر أو خان شعبها. يتصور إرهابيو الإخوان أننا شعب بلا ذاكرة. يطلبون الآن مكانا فى التحرير!! ينسون كيف غادروه فى عز ثورة يناير لكى يتفاوضوا مع عمر سليمان على بيع الثورة!! وينسون كيف قالوا إن شرعية الميدان انتهت بوصولهم إلى البرلمان الباطل!! وينسون مواقفهم المشينة من شباب الثورة فى كل الأحداث من «محمد محمود» إلى «ماسبيرو»! وينسون أين وصل بهم التدنى الأخلاقى والسياسى وهم يطلبون طرد شباب الثورة من الميدان ويصفونهم بأنهم مجموعة من البلطجية ومدمنى الترامادول وما هو أسوأ من ذلك بكثير! وينسون كيف أعلنوا العداء للثورة وشبابها وكيف كانت رسالتهم الواضحة أن «قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار»! يكتب الإخوان نهايتهم بأسوأ صورة ممكنة. فصيل متلبس بالإرهاب ومُدان بالقتل وبخيانة الوطن. جماعة أخذها الضلال إلى استحلال الدم الحرام، وإلى التآمر مع أعداء الوطن، وإلى محاربة شعب بأكمله وجيش ينحاز إلى هذا الشعب ويحمى هذا الوطن. نهاية مؤسفة ولكنها محتومة لجماعة اعتنقت الإرهاب وضلّت الطريق وخانت الوطن.. من الظلام جاءت وإلى الظلام تعود.. بينما الفجر يولَد من جديد فى ميادين التحرير.