حيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح السيسي لزيارته ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووضعه «أي السيسي» إكليلا من الزهور على القبر. واعتبر جنبلاط أن هذه الخطوة الرمزية كبيرة بالدلالات والرسائل وهو يذكر بذلك بالقائد التاريخي للعرب ولمصر الحديثة الذي أعطى بلاده والشعوب العربية جمعاء العزة والكرامة والعنفوان . وأشار جنبلاط في حديثه الأسبوعي الذي تنشره غدا الثلاثاء، صحيفة حزبه «الأنباء» على موقعها الالكتروني إلى تصدي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للمشاريع الغربية والإسرائيلية ورفضه حلف بغداد وتحرير مصر من الاستعمار البريطاني. ولفت إلى ما حققه عبد الناصر لمصر من مشاريع انمائية واقتصادية واستعادة الحقوق المسلوبة في قناة السويس وبناء السد العالي والإصلاح الزراعي وبناء المئات من المصانع بالاضافة إلى العشرات من الخطوات الأخرى التي أحدثت تغييرا عميقا في بنية المجتمع المصري . ونوه بالمجتمع المصري الذي طالما تميز بعراقة مؤسساته العسكرية والقضائية والاجتماعية فضلا عن دعمه لحركات التحرر من اليمن إلى إفريقيا وتقدمه حركة عدم الانحياز وتخطيه للحدود في العالم العربي وإفريقيا ودول العالم الأخرى ..لافتا إلى مأساة غرق اللبنانيين المهاجرين في أندونيسيا والذي دفعهم الفقر في منطقتهم عكار بشمال لبنان إلى الهجرة. ووصف وضع عكار بالمأساوي والأسى ..مشيرا إلى أن المنطقة محافظة منسية متروكة لقدرها حيث تسجل النسب الأعلى من الفقر والعوز والحرمان وحتى غياب الكهرباء عن بعض بلداتها في القرن الحادي والعشرين . وأوضح أن اليأس وصل بشرائح عديدة من أهلها للهرب من الفقر إلى الموت بعد أن ضاقت بهم سبل العيش وأقفلت في وجههم كل منافذ الحياة بسبب تلكؤ الدولة عن وضع خطة إنمائية متكاملة لتنمية أريافها ولابقاء أبنائها في أرضهم . وقال إن ما حدث مع أبناء عكار لا يجد ما يبرره في المنطق بعد وقوع تلك المأساة في بحار إندونيسيا العميقة وهو يتطلب تحركا رسميا سريعا على مستوى الحدث يكون كفيلا بإرسال إشارات إيجابية إلى أبناء عكار لعله يعوض شيئا من الخسائر الفادحة التي عاشتها تلك المنطقة في الأيام القليلة الماضية ويعيد إحياء الأمل المفقود في نفوس أهلها الذين تخطوا حافة اليأس القاتل. وأكد أن هذه الحالة من اللامبالاة في عكار تذكر أيضا بأزقة الفقر في طرابلس والشمال برمته الذي يحتل حيزا متواضعا في إجمالي الحركة الاقتصادية اللبنانية لا يتعدى الثلاثة بالمئة ..مستغربا عدم الالتفات إلى هذه المنطقة وأن يعاد الاعتبار لمرافقها الأساسية التي تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية مثل مرفأ طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومصفاة النفط ومطار رينه معوض في القليعات وحماية الزراعة وتطوير التجارة والمباشرة بتنفيذ خطط إنمائية لرفع الحرمان وتحقيق المصالحة بين المواطن والدولة في تلك المناطق .