اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع مساء امس بتوقيت نيويورك مشروع القرار الروسي الأمريكي المتعلق بملف الأسلحة السورية، وأدان القرار بأشد العبارات أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا، وخاصة الهجوم الذي وقع في غوطة دمشق 21 أغسطس الماضي. وأكد القرار- الذي لم يصدر بموجب الفصل السابع من الميثاق - دعمه الكامل لقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يشمل اتخاذ تدابير خاصة للتدمير العاجل لبرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا والتحقق الصارم من ذلك، ودعا مجلس الأمن إلى التطبيق الكامل لذلك القرار بأكثر الطرق سرعة وأمانا. ونص القرار، الذي حمل الرقم 2118، علي أنه لا يجوز لسوريا أو أي طرف بها استخدام أو تطوير أو إنتاج أو امتلاك وتخزين الأسلحة كيميائية أو نقلها بشكل مباشر أو غير مباشر لدول أو أطراف أخري، كما أكد القرار على ضرورة تعاون سوريا الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأممالمتحدة، بما في ذلك الامتثال لتوصياتهما ذات الصلة. وقرر مجلس الأمن الدولي تفويض فريق من الأممالمتحدة لتقديم المساعدة لأنشطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، وطلب المجلس من الأمين العام والمدير العام للمنظمة التعاون بشكل وثيق لتطبيق قراري المجلس التنفيذي ومجلس الأمن. وأكد أعضاء المجلس، في قرارهم، تأييدهم لإعلان جنيف الصادر في الثلاثين من يونيو من العام الماضي، وهو الإعلان الذي يحدد عددا من الخطوات الرئيسية بدءا من تشكيل هيئة حاكمة انتقالية تمارس كامل الصلاحيات التنفيذية، وإمكانية أن تضم تلك الهيئة أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى. ومن جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة هذا اليوم ب«التاريخي»،ورحب بصدور القرار بالإجماع، وقال إن صدور القرار يعد بمثابة أول خبر يبعث على الأمل بشأن سوريا منذ فترة طويلة. وكشف بان كي مون إلى أنه يسعي إلي انعقاد مؤتمر «جينيف 2» في منتصف نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة قد أكملت كل العمل التحضيري، وإلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، قد أعلن استعداده لإيفاد وفد إلى جنيف كما أبدى الائتلاف الوطني السوري الاستعداد للمشاركة. وأضاف، في جلسة التصويت علي مشروع القرار، إن قرار اليوم يضمن أن القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا سيتم بأسرع وقت ممكن، وبأقصى قدر من الشفافية والمساءلة. واعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بصعوبة عملية التحقق التي سيضطلع بها المحققون الدوليون بشأن تخزين وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وقال في جلسة التصويت على مشروع القرار الخاص بالأسلحة الكيماوية السورية الليلة، «إن نجاح المهمة سيعتمد على تطبيق الحكومة السورية لالتزاماتها بصدق وبدون تأخير، ويشمل ذلك ضمان أمن وسلامة أفراد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأممالمتحدة». وأكد بان كي مون، كذلك على أهمية تعاون قوات المعارضة، وقال إن التدمير الدائم لتلك الأسلحة يصب في مصلحة جميع الأطراف، مؤكدا على «ضرورة عدم نسيان الفظائع الناجمة عن استخدام القنابل والدبابات والمدافع، مطالبا بوقف كل أشكال العنف». وتابع قائلا: «إن وضع الضوء الأحمر لشكل واحد من الأسلحة لا يعني أن هناك ضوءا أخضر للأسحة ألآخري، هذه ليست رخصة للقتل بالأسلحة التقليدية، وإننا نتوقع من مجلس الأمن أن يطالب بقوة الحكومة السورية والمعارضة بالالتزام بتعهداتهما وفق القانون الإنساني الدولي بما في ذلك رفع جميع العقبات أمام المساعدات الإنسانية».