لونها البني الغامق، يخفي أسرار تكوينها، وحبات السكر لتحليتها، تذوب وسط غموضها، ورغم أختلاف أنواعها ومذاقها، إلاأن أحتساءها منبه يقظ البعض من غفلتهم الليليه. فمن شجرة خضراء، ذات ثمار حمراء اللون، تخلق حبات البن، ليخرج منها مادة الكافيين، التى يعتقد البعض أنها تساعد على الأنتباه والأستيقاظ، لكن الأبحاث العلمية، أشارت أنها تسبب تلف للذاكرة المؤقتة، وفقا لتقرير إذاعته البى بى سي عام 2004.
عام 850، مر الراهب "كالدي" أمام شجرة لثمرة البن، فتوقفت عندها معزاته لتتناول القليل منها، وبعد دقائق معدودة، تفاجأ بقدرتهم على التحرك والسير، لمدة أطول، رغم صعوبة الطرقات، فحمل القليل من الثمارلأصدقائه فى دير بأثيوبيا، مفسرا لذاته انها قد تكون ثمار سماوية، صنعها الله. لكن رئيس الدير ظن أنها من أعمال الشيطان لأنها تركز على العقل وليس القلب، فأخذها وألقي بها فى النار، لكن ظلت رائحتها تملىء محيط الدير، فجمع "كالدي" الرهبان وذهب لقطف بعضها، ثم وضع عليها قليل من الماء، واحتسي هو والرهبان، فاستيقظوا طوال الليل يشكرون الله عن عمله معهم . من يتوافدون على الدير، علموا بأمر تلك الثمار، فأخذوا يبتكررون في صنعها، تارة بالسمن والزبدة، وتارة أخرى يضعونها على طبق السلطة، وفقا لتقرير نشر على موقع جامعة كامبريدج. إضاف الأتراك لثمار البن القرنفل واليانسون لتعطى لمحتسيها النشاطا والحيوية، لحين وصلت إلى ايطاليا بمدينتها البدنقية، وأصبحت القهوة المشروب المخصص للأثرياء فقط، بعد أنتشارها فى القرن السابع من خلال نشأت بيوت قهوة، فى ايطاليا وفرنسا.
وفي عام 1511، نقل مشروب القهوة على يد خاير بك، ناظر الحسبة فى مكة، حيث رأى فى أحد الليالى مجموعه من الرجال، يتجمعون حول مشروب، فخاف ليكون خمرا، فسأل عنه، فقال الرجال له، انه مشروب من ثمار تأتي من اليمن، وان المشروب كالخمر فى مكة،ففر مسرعا ليجمع العلماء ورجال الدين، لكنهم اختلفوا حول كونها من المحرمات ام مشروب مثل باقى المشروبات، فقرروا ارسال المحضر المذكور إلى العاصمة القاهرة، لاستصدار فتوى ضد القهوة، وبعد اصدار فتوى بمنع شربها، صنفت من المحلالات وفقا لواقعة مكة.
وأثناء الحرب الأهلية والصراعات التى طالتها الدول، اعتمد الجنود على البن كمشروب طاقة يمنحهم القدرة على السهر، ومنها بدأت مصر تعرف مشروب القهوة وتفتح مقاهي على اسمها، ولأرتباطها بجلسات المثقفين والعلماء والشعراء، زادت شعبيتها. اليوم العالمي للقهوة، جاء عام 1963، للأتفاق الدولى عليها، من قبل المنظمة الدولية للقهوة، التى تجمع أغلب الدول المصدرة والموردة، التى تتكون من 40 دولة و6 دول موردة، ومصر تحتل المرتبة 138،في أستهلاكها للقهوة، كم أنها ليست من الدول المصدرة أو الموردة للبن، وفقا لموقع "إنسايدر مانكي".
تعتبر اليمن أول المصدرين لثمار القهوة الخضراء، لدول أوربا، ثم أنتشرت بالكامل فى انحاء العالم، ورغم هذا ظلت اليمن محتفظة بمكانتها بين الدول المصدرة.