وزير الخارجية الأمريكى يطالب دمشق بتسليم الأسلحة الكيماوية.. والمخابرات الألمانية: بشار لم يصدر أى أمر باستخدام الكيماوي ما بين تعقيدات دولية بشأن الضربة العسكرية التى تعتزم الولاياتالمتحدة توجيهها إلى سوريا، والصعوبة التى تواجهها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى إقناع أعضاء الكونجرس المترددين بمباركة العمل العسكرى، خرج وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بمبادرة من باب ذر الرماد فى العيون، مفادها أن يسلم الرئيس بشار الأسد ل«المجتمع الدولى» ترسانته من الأسلحة الكيمياوية، فى غضون أسبوع إذا كان ليتفادى أى عمل عسكرى ضد نظامه. وقد جاء هذا فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية البريطانى وليام هيج الذى أكد بدوره دعم بلاده الدبلوماسى لتحرك الولاياتالمتحدة رغم عدم موافقة البرلمان البريطانى على مشاركة بريطانيا فى هجوم عسكرى على سوريا. وأكد كيرى أن خطر عدم التصرف ضد الأسد أكبر من خطر مواجهته، وأشار إلى أن أمريكا بذلت جهودا لسنوات من أجل جلب الطرفين إلى طاولة الحوار بلا جدوى، وأشار إلى أن أمريكا مقتنعة بأن الحل فى سوريا سياسى لا عسكرى. ونوَّه إلى أن إيران وسوريا اعترفتا بوقوع الهجوم الكيماوى فى سوريا، وأكد أكثر من مرة أن أمريكا متأكدة تماما أن النظام هو الذى استخدم السلاح الكيماوى ضد السوريين، وقال إنهم رصدوا مكان انطلاق الطائرات وأماكن هبوطها، وأكد أنها انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام سيطرة كاملة. وحاول كيرى تشويه الأسد بعد أن وصفه قبل قرابة العامين بأنه «إصلاحى»، قائلا إنه «ليس لديه سجل قوى بالنسبة إلى مسألة المصداقية، أنا شخصيا زرته لمحاسبته بشأن صواريخ سكود، جلس أمامى وأنكر كل شىء، ماذا أفعل تجاه هذا الشخص، هذا الشخص قتل آلافا من الناس فى فترة حكمه؟». لكن الأسد نفى مجددا مسؤوليته عن الهجوم، ذكرت شبكة «سى بى إس» اليوم (الأحد) أن الأسد نفى تورطه فى الهجوم وقال إنه إذا كان لدى الولاياتالمتحدة دليل فعليها تقديمه، وقالت المحطة إن الأسد قال فى مقابلة أجريت فى دمشق «لا يوجد دليل على أننى أستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبى». ونقلت الشبكة الأمريكية عن الأسد قوله فى مقابلة معها إنه يخشى أن يتسبب الهجوم فى تقويض الجيش السورى ويخل بميزان القوى فى الحرب الأهلية المستمرة منذ سنتين ونصف السنة. وأيدت تقارير غربية ما قاله الأسد، إذ نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن وسائل إعلام ألمانية قولها إن الرئيس السورى بشار الأسد لم يأمر بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضى، ومنع صدور أى قرارات من قادة الجيش لاستخدام أسلحة كيماوية. وتأتى هذه التصريحات بعد اعتراض الاستخبارات الألمانية مكالمات هاتفية أكدت أن الأسد لم يكن شريكا فى إصدار قرار باستخدام الأسلحة الكيماوية. وأكدت التقارير أن عددا من عناصر نظام الأسد كانوا مسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة فى الغوطة، وليس الأسد نفسه أو المقاتلين السوريين. وفى موسكو حيث توجه وزير الخارجية السورى وليد المعلم للتباحث مع المسؤولين الروس بشأن التهديدات الأمريكية، قال المعلم فى مؤتمر صحفى مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، أمس الإثنين، إن الضربة العسكرية المحتملة لسوريا تقضى على فرص الحل السياسى للأزمة. ونقلت وسائل الإعلام الروسية تسريبات تتحدث عن صفقة سياسية أمريكية روسية يعرضها لافروف على المعلم لتفادى توجيه ضربة عسكرية.