تعلم أن يسير ويخطوا اولى خطواتها مرة يتعثر والأخرى يقع على وجهه لكن في النهاية تعلم أن يسير، خطوة تلو الأخرى بدأ يستند على جدران ثم المقاعد حتى صار ليث مهاب، الطفل ذو الأربع سنوات الذي ما لبث أن تعلم المشي حتى عرف طريقه لحلم بدأ مع خطواته، في الرابعة كانت بداية الحلم ليتحول لواقع فعلي وهو 9 سنوات ليصبح أصغر مالك لموقع ومطعم أون لاين. نجح ليث الطفل الأردني أن يتبع شغفه وحبه للطعام إلى أن أصبح مصدر رزق له وواقع وعمل وهو مازال في المرحلة الابتدائية بعد، ويشارك التحرير رحلته قائلًا: منذ ان كنت في السنة الرابعة من عمري وأنا احلم أن يكون لي متجر أو بنك أو شركة وكنت ألعب وأتخيل إنني صاحب عمل وعندي موظفين وزبائن وكنت أبيع الأطعمة والسندويشات التي اعملها في مطبخنا لأفراد عائلتي. لكن الطفل لم يطل التخيل فقد زاد عمره خمس سنوات وأحب صنع الحلوى وتجهيزها ومعها بدأت الرحلة، فيروي: في بعض الأحيان كنت أجد أن بعض المكونات التي احتاجها غير متوفرة في بيتنا، وكنت أحيانًا أجد صعوبة في قياس المقادير، ففكرت في مشروع لحل هاتين المشكلتين بحيث أوفر صندوق فيه جميع المكونات اللازمة لصنع أطباق معينة شهية وتكون هذه المكونات بالمقادير اللازمة تمامًا حتى لا ينقص شيء ولا يزيد شيء ويكون من السهل على الأطفال خاصة خلط المقادير حسب التعليمات التي ابعثها في الصندوق وطبخها بسهولة ومن دون عناء". بدأ الأمر مع ليث أثناء صنعه للحلوى المفضلة لديه وواجه عجز المكونات، ليكون سبيل لكل طفل من خلال موقعه الالكتروني laithsboxes.com وبدأ يوفر من خلاله طريقة سهلة للتعرف على الوصفات وطرق التنفيذ وتقديم الطعام بسهولة دون تكلفة زائدة أو مذاق غير مرغوب فيه، فيقوم ليث بشراء المكونات وتحضير المقادير وترتيبها بالصندوق مع التعليمات لتقوم شركة التوصيل لتسلميها إلى المشتري في موعد محدد. وقفت أسرة ليث كاملة معه دون أن تستخف بحلم طفل لم يتخط العاشرة بعد، فوالدة ليث بجانبه تتابع وتساعده بالتخطيط والتسعير ويعينه أخيه كريم في التصميم واخيه مينا بالدعاية والتسويق أما والده وجده فساعدوه بجزء من المستلزمات المادية. قرر ليث أن يجعل الهدف من مشروعه التعلم وكسب الخبرة بالعمل وكذلك للتسلية وملىء وقت فراغه بما يفيد وإضفاء فائدة مضاعفة على المجتمع من خلال التبرع بجزء من الإيرادات لإطعام الفقراء من خلال مبادرة "تكية أم علي"، بجانب الدعم والتشجيع الذي ساعد ليث على الاستمرار في مشروعه فعرضت عدة شركات المواد الغذائية بدون مقابل او بأسعار مخفضة لدعم المشروع. ويروي صاحب أصغر مطعم ومسؤول موقع ليث بوكس: واجهت بعض الصعوبات خاصة بعملية حساب التكلفة والتسعير وكذلك في التسويق ولكنني اتعلَّم وأحاول التطوير والتسويق بطرق مختلفة. يساعدني الان مجموعة من الرياديين الأردنيين ومنهم السيد غسان حلاوة والسيد خالد الأحمد وهذا يشعرني بالفخر والحماس حتى اعمل اكثر ليكبر مشروعي وينجح، فأنا أحب العمل والإدارة والمحاسبة وهواياتي السباحة والطبخ والقراءة.
يوازن ليث بين شغفه بالطبخ وغدارة موقعه وبين تجهيز واختيار المكونات واكتشاف وصفات جديدة لمتابعيه يسهل تنفيذها من الجميع ليس الكبار فقط، يأتي ذلك بجانب اهتمامه الواضح بوجباته المدرسية، فرغم انه يصف عمله في موقعه "ليث بوكس"، بأنه مصدر تسليته ومتعته وكنه يمارس أفضل هواياته لكن يأتي التعليم أولا فهو يتمنى أن يصبح طبيب يعالج جميع الأطفال.