من أكثر من عشر سنوات قررت "فرح" اقتحام عالم لم يذيع صيته فى مصر حينها هو "البيت بوكس"، وحتى بعد انتشاره بين فئة الشباب ظل مقتصرا على الفتيان لتبقى "فرح مدحت" الفتاة المصرية وربما العربية الوحيدة التى تجيد العزف بالفم وتقليد الآلات الموسيقية دون أن تحتاج للانضمام إلى إحدى الأكاديميات أو المعاهد الموسيقية فكل ما يتطلبه تعلم "البيت بوكس" هو مشاهدة فيديوهات رواد هذا الفن على موقع "اليوتيوب". البداية كانت من ثلاثة عشر عاما تحديدا كما تقول فرح لليوم السابع، وتروى كيف كانت كندا مهد تعلمها لهذا الفن الشبابى "بحكم عمل أبى فى كندا تعرفت هناك على البيت بوكس من خلال الراديو والاستماع لفرق البيت بوكس، استمريت فى متابعتها بشغف لمدة سنتين حتى أتقنت هذا الفن الذى يحتاج إلى أذن موسيقية وموهبة حقيقة ونفس طويل وتنظيم للنفس"، وتشرح معنى كلمة "بيت بوكس": "مقسمة لجزأين "بيت" معناها الريتم و"بوكس" الصندوق، وهو تشبيه للفم بصندوق الموسيقى الموجود فى الآلات الموسيقية". أول ما قدمته "فرح" من حفلات كان مع فنان الراب "أحمد فؤاد" ثم اشتركت فى أول مسابقة من نوعها فى مصر كانت فى "ساقية الصاوى" للعزف بالفم وحصلت على المركز الثالث وشهادة تقدير تعتز بها كثيراً، وشاركت أيضا فى برنامج "عرب جت تالنت"فى موسمه الأول وانتقلت إلى المرحلة الثانية وتصفها "كانت تجربة فى غاية الروعة وتعلمت منها كثيرا"، وشهد مشوارها الفنى عديد من الحفلات والمهرجانات ومنها مهرجان فى قطر، إضافة إلى انضمامها لفريق الموهبين الذى يلجأ إلى فيديوهات اليوتيوب كمسرح مفتوح يجذب ملايين المتابعين. رغم عشق فرح "للبيت بوكس" إلا أنها تعتبره مجرد هواية وليس احترافا: "أنا أحلم بالعمل فى شركة دعاية وإعلان بعد انتهائى من دراستى الجامعية، ولم أفكر يوماً فى دراسة الموسيقى فأنا لا أجيد قراءة النوتة الموسيقية لأنى أعتمد فى فنى على أذنى الموسيقية وكثرة التدريب"، وهدفها الأساسى هو إيصال فكرة أن فتيات العرب تستطعن دخول كل المجالات وليس الشباب فقط، وتحكى عن الصعوبات التى واجهتها: "بدأت بالأغانى الغربية وعند نزولى مصر تغير اتجاهى إلى الأغانى الشرقية القديمة لتوصيل الفكرة للعرب، مما جعلنى أطور من أدائى لإدخال الطبلة فى غناء "البيت بوكس" ونجحت بعد تدريبات شاقة فى ذلك". أما بالنسبة للمضايقات التى تتعرض لها لعدم تقبل وجودها فى وسط مقتصر على الشباب" قابلت ناس بهذا الفكر الضيق لكن لم التفت لهم لكنى فى المقابل قابلت أيضا كثير من التشجيع الذى ساعدنى لاستكمال ما بدأته قبل سنوات."