تمتعت بأذن موسيقية مميزة منذ صغرها فهي عاشقة للدندنة حتي أن النغمات سرعان ما تثبت في ذهنها بمجرد سماعها تعرفت بالصدفة علي فن البيت بوكس Beat Box لكنها أيقنت أنها تتمتع بموهبة خاصة تجعلها قادرة علي استخدام فمها ويدها لإصدار نغمات موسيقية وهو فن عالمي منتشر علي وجه الخصوص في أمريكا إلا أن أغلب فنانية من الرجال لكن فرح مدحت 22 سنة طالبة الإعلام بإحدي الجامعات الخاصة هي أول فنانه في مصر كلمة بيت تعني الريتم وبوكس تعني الصندوق ومعناها الحرفي صندوق الرتم وهو تشبيه للفم بالصندوق الذي يخرج منه الموسيقي. وفن البيت بوكس هو نوع من الإيقاع الصوتي يعتمد علي تقليد أصوات الآلات الموسيقية وبالأخص آلالات النقر عن طريق الفم أو اللسان أو الشفتين ويرتبط بفن الهيب هوب وقد ابتكره الزنوج في أمريكا ومن أشهر عازفيه في العالم بافي وميزماركي وقدمه في مصر عدد من الشباب لكن فرح مدحت هي من أوائل الفتيات اللاتي قدمنه في مصر. تعرفت فرح علي هذا الفن بالصدفة من أحد زملائها في المدرسة بكندا حيث قضت فترة طويلة هناك بسبب عمل والدها بالسلك الدبلوماسي وكان عمرها وقتها 13 عاما اعتبرته في البداية مجرد لعبة أو تسلية تمارسها مع أصدقائها لكن إعجابهم ببراعتها دفعها للتعامل مع الأمر بجدية وخاصة أن بعضهم كان يسجل لها ما تقدمه من فن علي تليفوناتهم المحمولة وهو ما أعطاها دفعة قوية من الطموح.. ومنذ عمر 15 وحتي الآن زادت من فترات التدريب حتي تنمي من حاستها الموسيقية من خلال تكرار الاستماع إلي الأغاني الأجنبية والتركيز علي ما بها من إيقاعات ونغمات. من هنا بدأت فرح تتيقن أنها تتمتع بموهبة خاصة وهو ما لاحظه عليها والداها فدعماها للاستمرار في ممارسة موهبتها التي تعشقها فاشترت ميكرفون وزادت من مدة التدريب وتعرفت علي أشهر فنانية في العالم وتقنياتهم التي يستخدمونها أما نقطة التحول فكان لقاؤها بفنان الراب أحمد فؤاد حيث التقيا سويا في حبهما لفن الهيب هوب وعندما شاهد موهبتها عرض عليها أن يتشاركا سويا في تقديم عرض فني وهو ما لم تعارضه فرح بل علي العكس أقبلت عليه كتجربة جديدة بدافع الفضول حتي قدمت حفلها الأول في جامعة msa والذي بدأت أولي فقراته بالتعريف بهذا الفن والتقنية المستخدمة فيه وكان رد الفعل مفاجأة كبيرة لم تتوقعها فرح فقد لاقي قبولاً واسعاً من الجمهور كنمط فني مختلف. سرعان ما توالت عروضها الفنية بعد ذلك في ساقية الصاوي لتشارك في مهرجان الساقية الأول للعزف بالفم وتحصل علي المركز الثالث وشهادة تقدير تعتز بها كثيراً وخاصة أن هاني عادل ويحيي خليل كانا عضوي لجنة التحكيم كما قدمت فرح بعض الحفلات الخاصة في شرم الشيخ وكان أغلب جمهورها من الأجانب الذين تفاعلوا مع فنها لأنه معروف لديهم أكثر من الجمهور المصري إلا أن ذلك لم يمنع من انبهار المصريين بأدائها لدرجة دفعت البعض أن يطلب منها تعليمه إلا أنهم لم يتمتعوا بالمثابرة والصبر الكافيين لتعلم هذا الفن. استخدمت فرح نغمات شرقية في عروضها فمعرفة الجمهور بالأغنية يعد من أسرار نجاح العرض وقد جذبتها ألحان الأغاني القديمة وخاصة أغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ووردة فهي تصف ملحني أغانيهم بالعبقرية لقدرتهم علي إبداع ألحان مميزة تستخدم كل الإيقاعات وخاصة الطبلة الشرقية بعيداً عن فوضي التكنو والألحان المقتبسة من الأغاني الأجنبية. رغم عشق فرح لمجالها إلا أنها تعتبره مجرد هواية وليس احترافا فهي تحلم بالعمل في شركة دعاية وإعلان بعد انتهائها من دراستها الجامعية ولم تفكر يوماً في دراسة الموسيقي فهي لا تجيد قراءة النوتة الموسيقية تعتمد في فنها علي أذنها الموسيقية بعيداً عن الدراسة النظرية.