العزف الإلكتروني ... نغمات "الأجهزة اللوحية" تمحو فكرة "الأوركسترا الموسيقية"

وسط أجواء من الفرح والسعادة، استعد كل من أعضاء الفرقة الموسيقية التي ستقدم الحفل، وضبط كل منهم "ميكروفونه" الخاص لبدء العزف وإمتاع الحاضرين، إلا أن الجمهور استغرب من عدم وجود آلات موسيقية أمامهم، والمفاجأة كنت حلول الأجهزة اللوحية التكنولوجية والتي تعرف باسم "أيباد وأيفون" محل الآلات الموسيقية العتيقة مثل الكمان والطبلة والمزمار وغيرها من الآلات المستخدمة في أي حفل موسيقي.
راهن أعضاء فرقة "دي جي انسامبل- DigiEnsemble" الألمانية التي يقودها كريبس ماتياس، على إمتاع الحاضرين بالعزف على الأجهزة اللوحية من خلال تطبيقات الموسيقى عليها، مثلها مثل الآلات الموسيقية القديمة، ونجحوا بالفعل في جذب أنظار الحاضرين، وإعطائهم الإحساس أن ما تلعب عليه أصابعهم هي ألات موسيقية حقيقية وليست أجهزة إلكترونية، لما لها من نفس رنة السمع.
وتضم فرقة "دي جي" الألمانية في طياتها 10 أعضاء تقريبا، يدرسون جميعا الموسيقى، لكنهم فكروا في انتهاج أسلوب جديد لعزف الموسيقى بعيدا عن طرق العزف المعتادة، واستخلصوا فكرة العزف على الأجهزة اللوحية التي بها "تطبيقات" تظهر آلة موسيقية على الشاشة، وبأنامل الأصابع يلعب العازف عليها مثلما يعزف على الآلات الموسيقية.
وتلعب فرقة "دي جي" الموسيقى بكافة أنواعها الكلاسيكية، والحديثة، إضافة إلى العزف وراء مطربين مشهورين بهذه الآلات دون أي قلق يذكر.
تحاول الفرقة الألمانية المزج بين الكلاسيكية والحداثة، وإدخال التكنولوجيا الرقمية في التراث الموسيقي، ونجحت بالفعل حسب ما عبر الجمهور خلال أحد الحفلات التي أقامتها بالقاهرة مؤخرا.
ويقول كريبس ماتياس، قائد الفرقة، يلعب ثمانية عازفين على أجهزة أيباد، بينما يلعب اثنين آخرين على أجهزة "أيفون وأيبود"، دون الاعتماد على نوتة موسيقية، ومع التدريب يمكن للعازفين الاستغناء عن النوتة نهائية أو يمكن تحميلها أمامه على الشاشة بالنسبة للمتدربين.
وتسعى فرقة "دي جي" إلى نشر هذه الفكرة وتعميمها لدى أصحاب الحس الموسيقي، كما أنها ستوفر عملية النقل والحركة، مقارنة بنقل بيانو ضخم من مكان إلى آخر، ونقل جهاز لوحي لا يتعدى حجمه مئات الجرامات ويصدر نفس الأنين الذي يصدره البيانو.