أدهشت العالم ببنائها وصدمته بعد غرقها.. إنها السفينة العملاقة "تيتانك"، فما هي إلا أيام على انطلاق أولى رحلاتها والتي كان طريقها من إنجلترا إلى نيويورك، حاملة داخلها عددا من أثرى رجال العالم الذين اعتلوها ليشهدوا فخر الانطلاقة الأولى على متنها لكنهم لم يكونوا يدركوا أن هذه آخر انطلاقة بعد استقرار الهيكل الضخم للسفينة أسفل قاع المحيط الهادي. «التحرير» تلقي ضوءا على العملاقة تيتانك التي أبهرت العالم وتسببت في حيرته حول مكانها بعدما اختارت قاع المحيط الأطلنطي لتغيب فيه 73 عاما حتى تمكن فريق غوص من اكتشافها في مثل هذا اليوم من عام 1985. أكبر باخرة.. شارك أبرع المهندسين في بناء أكبر باخرة نقل ركاب في العالم 31 مارس 1909 بتمويل من الأميريكي جون بيربونت مورجان وشركته الخاصة "وايت ستار لاين"، وأطلق هيكل السفينة في 31 مايو 1911 وتم الانتهاء من التجهيزات في 31 مارس من السنة التالية. تميزت "تيتانك" بطول بلغ 269.1 متر واتساع 28 مترا، وارتفاعها من سطح الماء إلى سطح السفينة 18 مترا، واحتوت السفينة على محركين بخاريين بالإضافة إلى توربين بخاري منخفض الضغط والذي بجانب المحركين البخاريين يعملون على تحريك المراوح والتي بدورها تدفع السفينة إلى الإبحار. واستخدم الفحم وقودا ل"تيتانك" من خلال 29 غلاية يتم تشغيلها باستخدام 159 فرنا بقدرة على دفع السفينة بسرعة قصوى تبلغ 43 كيلو مترا / ساعة، وذات أربعة مداخن طول كل منها 19 مترا، إحداها استخدمت في التهوية ولجعل شكل السفينة أكثرا إعجابا، وكانت الحمولة القصوى للسفينة 3 آلاف و547 شخصا بمن فيهم طاقمها 800 فرد، إلى جانب 20 قاربا للنجاة. البداية والنهاية في أول رحلة لها، انطلقت تيتانك باتجاه نيويوك من إنجلترا عبر المحيط الأطلسي، في 10 أبريل 1912، وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912. وكان على متن الباخرة ألفان و223 راكبا، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقي ألف و517 شخصا حتفهم، والسبب الرئيسي لارتفاع عدد الضحايا يعود لعدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين الذين كانوا على متنها، حيث احتوت على قوارب للنجاة تكفي لألف و187 شخصا على الرغم من أن حمولتها القصوى تبلغ 3 آلاف و547 شخصا. غرق عدد كبير من الرجال الذين كانوا على ظهر "تيتانيك" بسبب سياسة إعطاء الأولوية للنساء والأطفال في عملية الإنقاذ. الأمل الجديد عثر الغواص المتخصص في التصوير تحت الماء، روبرت بالارد، على حطام "تيتانك" خلال إحدى رحلاته عام 1985 بقاع المحيط الأطلسي قبالة سواحل "نيوفاوندلاند" - جزيرة بالساحل الشرقي لكندا - في مياه ضحلة نسبيا على عمق 3 آلاف و800 متر، بعد مرور 73 عاما عليها في ظلام المحيط الأطلنطي. وفي أحد لقاءاته الإعلامية عبر بالارد عن لحظات الدهشة التي امتلكته حين عثر على حطام السفينة، وتمنى أن يأتي اليوم التي تخرج فيه تيتانك من قاع المحيط مرة أخرى.