اهتمت العديد من وسائل الإعلام العالمية بالقرار الذي أصدرته صفاء حجازي، رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، بمنع 8 مذيعات من الظهور أمام الكاميرات بسبب زيادة الوزن، معتبرة أن الدولة أصبحت تفرض ضوابط غير مناسبة. صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إن المذيعات أصبحن أمام خيارين غير مرغوب فيهما وهما: فقدان الوزن أو فقدان الوظيفة. ونقلت عن خديجة خطاب، إحدى المذيعات الذين تم إيقافهن عن العمل، القول أن "القرار غير عادل، فهناك تمييز بين الرجل والمرأة، فهذا القرار لا يشمل أي رجل، ولم يتم اتهام أي منهم بزيادة الوزن أو إيقافهم عن العمل، ولكن النساء فقط". وأضافت المذيعة، التي تقدم برنامج "إطلالة" على القناة الثانية المصرية، "مظهري هو أمر خاص بي، وفي الحقيقة، فهو المظهر الشائع لأي امرأة مصرية طبيعية، لا يمكنك الحكم على مذيع فقط من خلال وزنه، ولدي تاريخ طويل من البرامج الناجحة جدًا ومكاني سيكون فارغًا إذا تركت البرنامج". رضا الدنبوقي، المحامي والمدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، قال ل"الجارديان" إنه أمر مشين أن تمنع صفاء حجازي المذيعات الثمانية من الظهور أمام الكاميرا حتى يصبح مظهرهن "مناسبًا". وأضاف الدنبوقي "القرار كان مشينًا وينتهك بنود مختلفة من الدستور المصري ويسيئ إلى السيدات، كما أنه ينتهك قدرة النساء على العمل بحرية في الوظائف العامة، وهذا يتناقض مع الاتفاقيات الهامة التي تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في الوظائف العامة، وكذلك الاتفاقات التي تقضي بإنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة". ودعا المحامي اتحاد الإذاعة والتلفزيون لإلغاء القرار وإعادة المذيعات لعملهن وتقديم اعتذار، مشيرا إلى أن القرار ينتهك "الميثاق العربي لحقوق الإنسان لسنة 2004 والذي ينص على أن جميع الناس سواسية أمام القانون ولكل مواطن الحق في تكافؤ الفرص للعمل في كل الوظائف العامة المتاحة في البلاد على أساس مبدأ تكافؤ الفرص". الصحيفة البريطانية قالت إن أزمة المذيعات تأتي في وقت حرج للصحفيين في مصر، التي تكثف بصورة كبيرة اضطهادها للصحافة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة في 2013. وأشارت إلى أنه، وفقًا للجنة حماية الصحفيين الدولية، كانت مصر في العام الماضي واحدة من أكثر البلدان في العالم سجنًا للصحفيين، وفي العام الحالي حكم على أربعة صحفيين بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، وخمسة آخرين تم إرسالها للمحاكمة وتم سجن اثنين منهم. كما أشارت إلى المصور الصحفي محمود أبو زيد شوكان، مسجون منذ أكثر من 900 يوم. أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقالت إن "معظم الصحفيين المصريين كان عليهم التخفيف من لغتهم ومن حدة التقارير التي يقدمونها على مدى السنوات الثلاث الماضية للحفاظ على وظائفهم في ظل الحكومة الحالية، والآن الدولة أصبحت تأمر بعض النساء العاملات في التلفزيون بالالتزام بضوابط مماثلة على الوزن أيضًا".