تظهر الممثلة التى تجاوزت الخمسين رغم كل المساحيق والماكياج فى المسلسل كأنها صبية فى عز شبابها، تتدلل وتدعى حياء العذارى وتتصرف كما لو كانت مراهقة فى ثانوى، هى مرغوبة من الشباب، يحلم بها المراهقون، ويتقدم لها العرسان، وتعيش هى دور الصبية المراهقة فتبدأ فى التدلل وإطلاق الضحكات الرقيعة، وقد دار رأسها من سكرة كلمات الغزل المبتذلة المضحكة التى يرددها الشاب العاشق الذى لا يتجاوز عمره نصف عمرها وربما أقل، وتنتهى هذه الفانتازيا الدرامية العبيطة بزواج العجوز المتصابية بالشاب الذى يسعى بالطبع إلى أموال الأرملة العجوز لا إلى جمالها الفتّان. هذه المشاهد الدرامية تتكرر بصورة نمطية فى عديد من المسلسلات حتى يظن المشاهد أن كتّاب السيناريو يشترونها جاهزة مع الأوراق التى يكتبون عليها مشاهد أعمالهم، هذه الصورة النمطية والحدوتة المكررة بكل هزلها وابتذالها تتكرر من مسلسل لمسلسل هذا العام، والعام السابق، والأسبق، وعلى امتداد السنوات الماضية دون أن يشعر كاتب السيناريو بأى خجل وهو يعيد تقديم هذا الهراء بنفس تفاصيله، ودون أن يشعر الممثلون بسخف الشخصيات التى يجسدونها أمام الكاميرا، ولو كان الأمر حالة درامية استثنائية ضمن مسلسل ما لهان الأمر، ولكن تبدو المشكلة فى حالة الممثلات أنفسهن بعد أن تجاوزن سن الشباب وليس أمامهن سوى مساحة محدودة من الأدوار وأغلبها أدوار لأمهات، وكنوع من التحايل على عمر الممثلات نجد قصص تجسدها نجمات تجاوز عمرهن وأداؤهن تجسيد قصص غرام الصغيرات لكنهن مع ذلك يحاولن بصورة أو بأخرى والنماذج هذا العام كثيرة. فى مسلسل «الشك» نجد حالة الممثلة هياتم تجسد النموذج النمطى المثالى لكل ما سبق، هى تجسد دور أرملة غنية يحاول شاب انتهازى فى عمر أولادها استغلالها فيقنعها أنه يحبها، بل إنه يطلق زوجته الشابة ريم البارودى ويتزوجها، ولا يكف عن التغزل فى جمالها ولا تكف هى عن الدلال الذى لا يناسب عمرها، ورغم فجاجة غزل الشاب فإنها تصدقه، ويلطمنا المؤلف بمفاجأة رهيبة فى الحلقات السابقة وهى أن السيدة التى تجاوزت سن اليأس وشرخت بعيدا عنه منذ سنوات ضوئية حامل أيضا! ورغم أن مسألة حمل هياتم فى مسلسل «الشك» تصلح خبر من نوعية صدق أو لا تصدق، فالمشاهد قد يتقبلها ضمن الجو الكوميدى الذى كانت تقدم به هذه الحبكة رغم أن فكرة المسلسل بعيدة إلى حد ما عن أجواء الكوميديا، لكن المؤلف أحمد محمود أبو زيد أراد أن يزيدنا من هذا النوع من الحبكات، فنجد أن صابرين زوجة شقيق رغدة بالمسلسل بعد أن مات زوجها تحولت إلى نفس حالة هياتم فسقطت فى غرام شاب صغير فى عمر ابنتها أخبرها أنها ما زالت صغيرة فقامت بالتحول من دور الأم الوقورة وغيرت من طريقة لبسها، وبدأت تتصرف كما لو كانت شابة صغيرة. وفى مسلسل «العراف» تعود شيرين للوقوف أمام عادل إمام كواحدة من زوجاته السابقات، وهى أم ابنه محمود الذى يقوم بدوره الممثل شريف رمزى، وشيرين تقدم دورا لا يختلف كثيرا عن دور هياتم فى مسلسل «الشك»، هى أم مطلقة تزوجت من شاب فى عمر أولادها يجسد دوره الممثل علاء عبد المنعم، وهذا الزوج ضعيف الشخصية الذى يعيش فى حالة هيام وغرام مفتعلة مع زوجته التى تكبره، وهما يفعلان هذا بصورة هزلية تدعو للضحك. ويقوم مسلسل فرح ليلى على فكرة اختيار ليلى علوى الشخصى للعنوسة خوفا من الموت بالسرطان مثل أمها وكثير من نساء عائلتها، لكن رغم ذلك تتركز قصتها فى المسلسل على حالة الانجذاب لشخصية مصور فوتوغرافى يجد فيها شبها كبيرا من أمه التى جاء من الخارج للبحث عنها وعن عائلتها، ومن ناحية أخرى جزء من المسلسل هوس جار ليلى أحمد كمال الذى يقدم دور المهووس بالحب بصورة متميزة، وهكذا فإن ليلى علوى محاطة بشخصين أحدهما تميل إليه والآخر ترفضه رغم حبه الشديد لها وإعجاب والدها به وإلحاحه عليها كثيرا أن تقبل تودده إليها، وتفاجئنا ليلى علوى بتحولها المفاجئ لفتاة مراهقة وهى تحكى لشقيقتها فى الموبايل عن اهتمامها بآدهم الذى يقوم بدور المصور الفوتوغرافى، وعن تقبيله يدها إمتنانا فى أحد المواقف، أما فى مسلسل العقرب تتزوج أم البطلة المطربة التى تجسدها لقاء الخميسى المطربة من شاب يصغرها فى السن، ولا تكف الأم والزوج عن ابتزاز المطربة للحصول على المال منها، والنماذج الشبيهة كثيرة فى المسلسلات.