بعد اختطافه لمدة قاربت 60 يومًا، عاد أحد المصريين الذين يعملون في دولة ليبيا، الذي تم اختطافه وطلبوا فدية قدرها 4 آلاف دولار حتى يتم إطلاق سراحه، وجمع أهله ما يقرب من 50 ألف جنيهًا، وأرسلوها لمصريين يعملون في ليبيا، حتى تم دفع الفدية للعصابة، وتحريره ليعود بلا أموال، ذهب لجمعها من أجل عائلته، ومحملًا بالأعباء والجروح نتيجة التعذيب الذي تعرض له. جمعة صبرة سعيد، 49 عامًا، أحد أبناء قرية الحامدية، التابعة لمركز دشنا، شمال محافظة قنا، ذهب مع ابن قريته كريم محمد أحمد، إلى ليبيا بحثًا عن مصدر دخل يعينه على الإنفاق على أهل بيته، الذي يزيد عدد أفراده على 11 شخصًا. العامل القناوي الفقير، دفعه الرزق ولقمة العيش للمخاطرة بحياته في ليبيا، وذهب إلى منطقة "سوق العمال" في مدينة مصراته مثل كل صباح، للبحث عن عمل، حتى أتى إليه وابن قريته شخص طالبًا منهما الحضور لإنهاء بعض الأعمال في منزله من رفع رمال وغيرها من الأعمال، ليفاجئا بأنهما اختطفا إلى مكان مهجور بالصحراء، ليسير بهما قرابة 8 ساعات بعد أن ربط أعينهما. يقول صبرة إنه تم احتجازهما برفقة مصريين وآخرين سودانيين، من قبل عدد من الأشخاص كانوا من جنسيات مختلفة، أحدهم مصريًا، وآخر سودانيًا، و3 آخرين من ليبيا، وطالبوهم بالتواصل مع ذويهم، وطلبوا فدية 4 آلاف دولار أمريكي، لإطلاق سراحهم، وإلا سيتم قتلهم وتعذيبهم. يضيف صبره ل"التحرير" أنه رغم من وجود مصري ضمن العصابة إلا أنه لم تشفع له مصريته ووطنيته في أن يقدم لهم المياه أو الطعام أو حتى يطلب عدم تعذيبهم. ويوضح أنه كان يتم تعذيبهم من الشخص المصري، عن طريق صعقهم بالكهرباء والمياه الساخنة والضرب والكي بالنيران في جميع أنحاء جسدهم، متابعًا: "يرضيكي كده يا مصر، مصريين كانوا بيعذبونا في ليبيا، بيكهربونا وكوونا بالنار، حتى المصري كان تعذيبه أقوى من أي واحد تاني". ويكمل حديثه: "إحنا مكناش بنشوف النور، كل اللي بنشوفه نار بتولع في جسمنا، وكهرباء كانت بتتوصل فينا، وبنتعذب طول اليوم، وكل المخطوفين بيصرخوا من الألم وبيتمنوا الموت في كل لحظة". "عاوز حقي وحق أهلي"، مطلب المختطف العائد، بعد أن اقترضت والدته، من جميع أهالي القرية لدفع 50 ألف جنيه لتحرير نجلها المختطف، موضحًا أنه كان يصرخ ويطالبهم ببيع المنزل والبقاء في العراء من أجل دفع الفدية. كان أهالي محافظة قنا تلقوا منذ قرابة شهر ونصف اتصالًا يفيد باختطاف كريم محمد أحمد، 28 عامًا، وجمعة صبره، 49 عامًا، وطالب المختطفين، خلال اتصالاتهم بذويهم، بالتصرف وبيع أي ممتلكات لهم، حتى منازلهم، من أجل دفع الفدية ليفرج الخاطفين عنهم، ويتركوهم يعودون لأهلهم.