صدر كتاب «الاستشراق بين منحيين النقد الجذرى أو الإدانة» للدكتور على إبراهيم النملة، ضمن سلسلة مجلة العربية في 64 صفحة من الحجم المتوسط. ويعرض الكتاب، حركة الاستشراق ويصفها بأنها حركة فريدة من نوعها في تاريخ الفكر العالمي القديم والمعاصر إذا ماأخذ بعين الاعتبار قيام فئة من العلماء والمفكرين غير المسلمين بالتعاطي مع علوم الإسلام والمسلمين وتراثهم وأخلاقهم وعاداتهم وآدابهم بل وسلوكياتهم دراسة وتحقيقا وترجمة وحفظا ونقدا مما أثار كثيرا من التساؤلات حول دوافع هذه الفئة وأهدافها. وهل قامت هذه الحركة لتأجيج الصراع بين المسلمين وغير المسلمين من الغربيين تحديدا، أم أنها حركة هدفت إلى بناء الجسور العلمية والثقافية بين الشرق والغرب على غرار ماقام به المسلمون في عصر ازدهار الحضارة الاسلامية في القرون الاولى للاسلام. وأشار الكاتب، إلى تفاوت مواقف علماء الإسلام والمفكرين العرب وبعض المستشرقين حول نقد الاستشراق من حيث اسهاماته في خدمة التراث العربي الإسلامي وآداب المسلمين وسياساتهم ومجتمعهم و فنونهم، وأدى هذا التفاوت في المواقف إلى الخروج برؤية أقرب إلى الموضوعية من حيث النقد الجذري للاستشراق بدلا من الاستمرار في الادانة.