أثناء حفل تخريج الدفعة 64 بحرية والدفعة 41 دفاع جوي بمقر كلية الدفاع الجوي في الإسكندرية يوم الأربعاء الموافق الرابع والعشرين من يوليو 2013، ألقى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع (وقتها) الفريق أول عبدالفتاح السيسي كلمة أكد فيها أن خارطة الطريق لن يتم التراجع عنها، وسيتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولكنه طلب من كل المصريين النزول إلى الشوارع يوم الجمعة الموافق 26 يوليو 2013. وقال السيسي: "أنا بطلب من المصريين طلب، يوم الجمعة الجاية لابد من نزول كل المصريين الشرفاء الأمناء عشان يدوني تفويض وأمر بأن أواجه العنف المحتمل"، وبالفعل نزل الملايين من المصريين إلى الشوارع، ومنذ ذلك الحين اُعلن الحرب على الإرهاب في كل أنحاء البلاد وخاصة في سيناء، ويبقى سؤال: "الآن بعد مرور 3 أعوام على تفويض السيسي.. هل تم القضاء على الإرهاب؟". يقول الباحث أحمد بان، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، إنه كان يجب على الدولة مواجهة الإرهاب وخاصة البؤرتين المسلحتين "رابعة العدوية والنهضة"، حيث كانت جماعة الإخوان تعول عليهما كثيرًا، بل وتراهن عليهما وتوظيفهما في التصدي والمواجهة المسلحة مع الدولة ونشر الفوضى والتخريب في أنحاء البلاد، وهذا كان يستلزم المواجهة لهذين الفصيلين. وأشار بان، إلى أن الدولة تصدت للكثير من معاقل الإرهاب، إلا أن خطر الإرهاب مازال قائمًا، حيث إن اختزال الاستراتيجية فى المواجهة الأمنية فقط هذا قصور، موضحًا أن هناك تضحيات كثيرة يقدمها كل يوم رجال الجيش والشرطة فى سبيل تطهير البلاد ، لكنه يجب ألا تكون المواجهة أمنية فقط، بل يجب تكاتف كل مؤسسات الدولة لمواجهة هذه الظاهرة وتفكيكها. وأوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، أنه رغم مرور 3 سنوات على يوم 26 يوليو 2013 الذي أطلق فيه مليونية مكافحة الإرهاب كتفويض شعبي للإرهاب المحتمل، كما وصفه السيسي؛ إلا أن عملية القضاء على الإرهاب ينقصها الجزء الأهم وهو تحديد استراتيجية قومية وقومية مكتوبة أو مؤتمر قومي يعقد لعدة أيام يجمع فيه كل الخبراء لإنجاح عملية القضاء على الإرهاب. وأشار صادق، في تصريحات صحفية، إلى أنه لابد من تضافر جهود كل القطاعات سواء كانت مؤسسات دينية وتثقيفية وقضائية وإعلامية لتحقيق الشفافية أمام الشعب، لافتًا إلى أهمية دور كل مؤسسة بوضع استراتيجية محددة لمكافحة الإرهاب. وعلى الجانب الآخر، يرى اللواء عادل القلا الخبير العسكري ورئيس حزب مصر العربي الاشتراكي والبرلمانى السابق، أن الإرهاب الموجود فى سيناء انحصر بشكل كبير بعد أن وجهت القوات المسلحة ضربات استباقية في جبل الحلال الذي يحوي العديد من الإرهابيين. وتابع : "لكن هذه الضربات لم تقض على الهجمات الإرهابية بشكل كامل بعد تفويض القوات المسلحة بقيادة المشير السيسي آن ذاك رئيس الجمهورية الحالي وعلى مدار ثلاث سنوات، حيث توجد بعض الهجمات لكن بشكل فردي وبخسائر أضعف مما كانت عليه في الماضي".