أمس كان يوما كاشفا بامتياز.. أى نعم لم يخل من الكوميديا السوداء والسواد الكوميدى.. إلا أن الأساس فيه هو أنه كان كاشفا.. ففى الصباح كان اجتماع مجلس الشورى المنحل بحكم المحكمة للمطالبة بعودة الرئيس المعزول بحكم الشعب وسط اعتصام رابعة الممتلىء بعناصر إرهابية وهاربة ومطلوبة للعدالة يأتى على رأسهم زعماء العصابة.. بديع والبلتاجى والعريان وحجازى وألاضيشهم.. مشهد اجتماع مجلس الشورى المنحل فى حد ذاته لن يثير بداخلكم الغضب بقدر ما سوف يثير بداخلكم الرثاء لحال هؤلاء المغيبين الذين هم ليسوا بحاجة إلى مستشفى ميدانى طبى بقدر ما هم بحاجة إلى مستشفى ميدانى نفسى.. وخصوصا الحتة بتاعة نهاية الإجتماع عندما أعلنوا فى بيانهم المزعوم أن المجلس فى حالة انعقاد مستمر.. طب والله صعبوا عليا.. مساكين طبعا وسذج وبحاجة ملحة إلى علاج نفسى عاجل كما أنهم بحاجة ملحة أيضا إلى القبض الفورى عليهم بتهمة مخالفتهم لحكم قضائى صادر بحق مجلسهم المثير للرثاء.. وبما أنهم لا يعترفون بالدولة التى حَلَّت مجلسهم اللى مالوش أى تلاتين لازمة أساسا.. إذن.. بات لزاما على تلك الدولة تمليص آذانهم وعدم تركها سوى بعد أن يكرروا فى صوت جماعى على أنه "مش حنعمل كده تانى".. كان هذا هو حديثهم الأول عن أنفسهم بالأمس.. أما حديثهم الثانى عن أنفسهم فقد جاء على الشاشة الكريهة ذات رائحة العمالة والأهداف المشبوهة والمثيرة للإشمئزاز "جزيرتهم".. حيث الكائن المدعو "زغلول النجار" صاحب سبوبة "الإعجاز العلمى فى القرآن" وهو يقىء ما بداخله من أحقاد فى وجه المشاهدين ويؤكد على أنه "اللى فى رابعة دول همه النخبة والمثقفين والصالحين.. بينما اللى نزلوا يوم تلاتين ستة دول فى شوارع مصر وميادينها فهؤلاء هم حثالة البلد وزبالتها".. وهو الكلام الذى لن تستطيع معه الرد على هذا الكائن الزغلول حيث أنه ما الذى يمكن أن يفعله به الله أكثر مما هو فيه بالفعل.. فقط.. تدعو له بالشفاء وبلحاق آخر أسانسير للتوبة قبل وصوله إلى الدور الأخير فى بناية الحياه.. كان هذا هو حديثهم الثانى عن أنفسهم بالأمس.. شوية وتبادرت إلى مسامعى أصوات سرينات الإسعاف المنطلقة من مستشفى المنيرة فعرفت أن هناك مصيبة قد حدثت.. وبالفعل كان بعض الشلحلجية من أبناء العصابة المعزولة يمارسون سلميتهم المعروفة ويهاجمون ميدان التحرير من مدخل كوبرى قصر النيل بالأسلحة النارية والخرطوش ليسقط شهيد بالإضافة للعديد من الجرحى وهو ما رأيناه بأم أعيننا جميعا.. كان هذا حديثهم الثالث عن أنفسهم.. فى نفس الوقت كان زملاتهم من الشلحلجية فى قليوب يقطعون طريق القاهرة اسكندرية الزراعى ويشتبكون مع الأهالى على الطريق ليسقط ثلاث قتلى جدد بالإضافة برضه إلى العديد من الإصابات وإلى تعطيل الطريق الزراعى لمدة 6 ساعات بحالهم.. كان هذا حديثهم الرابع عن أنفسهم.. يا دوبك.. المغرب أدِّن والناس فطرت ولسه يا دوب بيشربوا الشاى ليفاجئنا هؤلاء الشلحلجية بطلعة جديدة على ميدان الجيزة وإطلاق الرصاص الحى على الناس من فوق مسجد الإستقامة وإثارة الهلع والفزع والعوء فى الشارع قبل أن يعودوا إلى مركز عصابتهم مرة أخرى فى ميدان النهضة.. كان هذا حديثهم الخامس عن أنفسهم.. نرجع لقناة "جزيرتهم" حيث الكائن القرضاوى يقىء هو الآخر ما فى جعبته من كراهية لمصر وللمصريين ويؤكد للمذيع ( شأنه فى ذلك شأن الكائن الزغلول) أن من فى رابعة هم المحترمين المتدينين المصلين بينما من فى التحرير هم الأقباط وابناء الحزب الوطنى والبلطجية والممولين.. وهو ما يؤكد أن الأوامر اللى جاتلهم لهذا اليوم من رؤساء العصابة كانت واضحة وتنص على استخدام لغة قميئة فى المقارنة بين الشعب وبين عصابة الشلحلجية.. وهؤلاء كما أخبرتكم لا يستحقون منا حتى أن ندعو عليهم حيث كفاهم ما هم فيه من ضياع إنسانى كامل ومن انحدار أخلاقى شنيع.. كان هذا حديثهم السادس عن نفسهم بالأمس.. أما بقى بخصوص حديثهم السابع عن نفسهم فقد كان قميئا أكثر من كل ما سبق.. فبعد تمثيلية الإعتداء على مسيرة رابعة لمطار القاهرة بعد مرورهم على قسم شرطة مدينة نصر واختطاف ضابطين منه ثم تعامل القوات معهم بوصفهم بلطجية ثم ولولتهم بعد ذلك على شاشة "جزيرتهم" القميئة مثلهم.. كان البلتاجى يحذر بنفس تون صوت "حمادة غزلان" أو "سيد رجب" فى مسلسل "موجة حارة" من موقعة جمل جديدة يتم التجهيز لها لفض إعتصام رابعة.. وهو ما سوف يستلزم من البنى آدم منا لحظة صمت يسرح فيها بعيدا عن تلك الحياة القميئة وهذه التمثيلية السخيفة ويسأل نفسه.. "هو ازاى فيه ناس كده " ؟!