"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، هذه المقولة المشهورة، يبدو أن ليس لها مكان على أرض الواقعة بمحافظة المنيا، بسبب الأحداث الطائفية التي شهدتها المحافظة بين الحين والآخر، خاصة في آخر 40 يومًا تقريبًا، والتي أسفرت عن مقتل قبطي وإصابة 4 وحرق منازل للأقباط، بسبب بناء الكنائس ولعب الأطفال. كان آخر تلك الأحداث، ما شهدته قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، مساء اليوم الأحد، والتي أسفرت عن مقتل قبطي وإصابة 2 بينهم سيدة في مشاجرة مع عدد من مسلمي القرية، بسبب لعب الأطفال. الواقعة تلقى بها اللواء رضا طبلية، مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد حاتم حمدي، مأمور مركز شرطة المنيا، بوقوع مشاجرة بين مسلمين وأقباط ووجود قتيل و2 مصابين بينهم سيدة، بناحية طهنا الجبل التابعة لدائرة المركز، وانتقل على الفور المقدم أحمد صلاح، رئيس مباحث مركز المنيا، للسيطرة على الأحداث ومنع تجدد الاشتباكات وتفاقهما. وكشفت التحريّات الأولية لإدارة البحث الجنائي، أنه في أثناء مرور طفل مسلم يقود عربة كارو، وبرفقته 3 أطفال أخرين، بشارع مكتظ بالأقباط وقعت بينه وبين أطفال أخرين مسيحيين، مشادة كلامية، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو 5 سنوات إفساح الطريق للمرور بالعربة، فقام بعض المتواجدين بالشارع، بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما شعر الصبي بأن الأهالي تكاثروا عليه، استدعى بعض أقاربه، وعقب ذلك حضر العديد من آهليته ووقعت مشاجرة بنفس المنطقة، أسفرت عن وقوع قتيل عمره 22 عامًا، فيما أصيب اثنان آخران بينهم سيدة تدعي عزه وتم نقلها إلى المستشفي العام. تم الدفع بقوات من الأمن المركزي، وتم تعزيز تواجد رجال المباحث، وفرض كردون أمني بمحيط القرية تحسبًا لتجدد الاشتباكات، وانتقل العميد عبدالفتاح الشحات، رئيس مباحث المديرية، لضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة، خاصة بعد أن زادت مرات تكرارها دون جدوى. وقبل تلك الواقعة ب 72 ساعة، شهدت قرية أبو يعقوب، التابعة لمركز المنيا أيضًا، مشاجرة بين مسلمين وأقابط، أسفرت عن حرق عددًا من منازل الأقباط، على خلفية ترديد إشاعات تحويل منزل لكنيسة. حيث شهدت القرية، وقوع اشتباكات طائفية عنيفة بين مسلمين وأقباط، بسبب شائعات تحويل منزل تحت الإنشاء لكنيسة، ما أسفر عن احتراق 3 منازل، وانتقلت على الفور قوات الشرطة وتمكنت من السيطرة علي الأوضاع ، وضبط 15 من المتهمينز وقبل تلك الواقعة ب 10 أيام، شهدت قرية كوم اللوفي، اشتباكات بين المسلمين والأقباط، أسفرت عن حرق عددًا من منازل الأقباط، بسبب محاولة تحويل منزل لكنيسة، حيث بدأت القصة بتجمع نحو 15 من مسلمي القرية أمام منزل تحت الإنشاء، ملك لشخص يدعي "أيوب خلف"، 42 عامًا، فلاح، مسيحي الديانة، وذلك على إثر تردد بعض الشائعات عن اعتزامه استخدام المنزل كمنشأة كنسية عقب التشييد. وتدخلت أجهزة الأمن، وبسؤال صاحب المنزل قرر عدم اعتزامه تحويل المنزل كمبني كنسي، وفي اليوم التالي تجمع نحو 300 من مسلمي القرية، والتوجه للمنزل حيث قام بعضهم بإشعال النيران بالشدة الخشبية المستخدمة لصب سقف المنزل، وامتدت النيران في 4 غرف مجاورة وملحقة بالمنزل. وسبقت تلك الواقعة، ما شهدته قرية الكرم، التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوب محافظة المنيا، والتي أسفرت عن حرق 3 منازل للأقباط، وإصابة 2 وتجريد سيدة قبطية من ملابسها"على حد قول المجني عليهم"، بسبب ترديد إشاعة تحويل منزل لكنيسة. التعويض هو المعالجة الرسمية التي تقوم بها الحكومة الحالية - متمثلة في محافظ الإقليم، اللواء طارق نصر، الذي اعتاد على تقديم تعويضات للمتضررين، حيث يقوم المحافظ عقب كل واقعة بتقديم مبلغ 10 آلاف جنيه لكل متضرر، فضلًا على إطلاق كلمات الوحدة الوطنية، دون العمل على إيجاد حل جزري لتلك المشكلات.