قيادى جمهورى: المصريون مقتنعون بأننا ندعم الإرهاب.. هذا ما فعله أوباما بدعمه للجماعة النائب لوى جومرت: عندما يخرج 33 مليون مصرى إلى الشوارع فهذه ثورة وليست انقلابا سيدى الرئيس ثورة أخلاقية على السياسة الخارجية الشائنة للولايات المتحدة.. هذا أقل ما يمكن أن يوصف ما قام به نائب الكونجرس الجمهورى عن ولاية تكساس، لوى جومرت، الذى فضح سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما فى مصر، منذ الثورة الشعبية التى أطاحت بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، ومساعدته لجماعة الإخوان المسلمين على السيطرة على مقاليد الحكم فى أكبر بلد عربى. جومرت، الذى كان من أوائل من رفع صوته فى الكونجرس بالانتقاد لحكم الإخوان فى مصر، واستمرار الإدارة فى تدعيمها، وهى تتخذ الخطوة تلو الأخرى فى سبيل السيطرة الكاملة على السلطة فى مصر، تحدث إلى الكونجرس يوم أول من أمس الجمعة، عن الثورة الشعبية العارمة ضد حكم الإخوان، وحاول أن ينقل إلى أعضاء الكونجرس والرأى العام الأمريكى الصورة كما يراها ملايين المصريين الذين رفضوا أن تحكمهم جماعة فاشية باسم الدين، رافضا أن تتم تسمية ما حدث بأنه انقلاب عسكرى، كما يروج عدد من المنافذ الإعلامية الأمريكية، وعلى رأسها محطة «سى إن إن» التليفزيونية الأمريكية. وخلال كلمته التى استغرقت قرابة الساعة، استعرض القيادى الجمهورى، التناقض الصارخ الذى وقعت فيه إدارة أوباما منذ يناير 2011، وحتى الإطاحة بحكم محمد مرسى. وقال جومرت إن القادة الأمريكيين كانوا يتحدثون عن «ربيع عربى» لكنه تحول فى عيون المصريين إلى «كابوس شتائى» بعد أن تولى مرسى السلطة، وبدأ فى خلق المشكلات وتحول إلى حاكم مستبد، وبدأ ينتهك الدستور وبدأ فى القيام بأعمال لا يمكن أن يقوم بها سوى طاغية. وتابع جومرت بأن إدارة أوباما أضاعت أى مصداقية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، خصوصا فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى، بسبب تناقض سياساتها، بل إنها وصلت إلى مستوى أدنى بكثير مما كانت عليه فى عهد الرئيس جورج بوش الابن، الذى قال إنه على الرغم من تراجع شعبية الولاياتالمتحدة فى المنطقة فى عهده، إلا أن شعوب هذه المنطقة كانت تعرف أن بوش ليس متناقضا، وكان يعنى ما يقوله. ولدى استعراضه عددا من اللافتات التى رفعها المصريون فى ثورتهم ضد حكم جماعة الإخوان، قال النائب الجمهورى: «تأكدوا أنه عندما يرفع المصريون مثل هذه اللافتات ويضعون عليها عبارات بالإنجليزية، فإنهم يريدون توجيه رسائل إلى الولاياتالمتحدة. ومن هذه الرسائل «المصريون تحدثوا واستمع إليهم السيسى.. لقد قال الشعب كلمته». وتابع بأنه من ثم فإن «المصريون يقدرون قائد جيشهم الذى استمع إلى صوتهم بعد خروج أكثر من 30 مليون مصرى، وهو رقم يقزم عدد الأصوات التى حصل عليها مرسى فى الجولة الأولى من الانتخابات. لقد تحدث الشعب المصرى. هذه ثورة شعبية وقد سمع الجيش وشهد واستجاب قائلا (حسنا، ليرحل مرسى) لأن الجيش أدرك أن الغالبية الكاسحة من المصريين فى أنحاء مصر رأت أنه انتهك الدستور وتحول إلى طاغية، إلى ديكتاتور ولا بد أن يرحل». ويمضى للقول: «لكن إدارتنا هنا كانت بطيئة فى إدراك ذلك! وهذا أمر محزن للغاية، أن يكون لدينا رئيس بهذا الذكاء فى الولاياتالمتحدة، لكن أوباما، كما تقول لنا هذه اللافتات، وقف إلى الجانب الخاطئ الذى لم تكن تريده جماهير الشعب المصرى». وفى نفس الصورة التى يشيد بها المصريون بقائد جيشهم، عبد الفتاح السيسى، يقول جومرت «بسبب استجابته لصوت الغالبية الكاسحة وقيامه بالخطوة الصحيحة من أجل الديمقراطية، فى نفس هذه الصورة كانت هناك علامة (X) باللون الأحمر على وجه أوباما، إن هذا مثير للأسى!». وينتقل إلى الحديث عن صورة أخرى، خلال مسيرة حاشدة، لافتا إلى أنه تلقى العديد من الاتصالات من مصريين يعبرون عن سخطهم من تغطية شبكة «سى إن إن» لما يجرى فى مصر، بوصفه «انقلابا» فى محاولة للتغطية على أهمية ما يحدث حقيقة فى هذا البلد وخروج ما بين 20 إلى 30 مليون مصرى ضد حكم مرسى. وأكد أن «سى إن إن» لم تنقل الحقيقة.. المصريون، مسلمون وأقباط يريدون أن يعيشوا معا، لا أن يحكمهم طاغية من الإخوان المسلمين. كانت الرسالة التى تحملها إحدى اللافتات هى نفس الرسالة التى وجهتها «التحرير» إلى أوباما بعد بيان القيادة العامة للقوات المسلحة فى 3 يوليو «إنها ثورة، لا انقلاب»، وعلق جومرت بعد قراءته للرسالة قائلا إن هؤلاء هم شعب مصر حقيقة، وهؤلاء هم من يجب أن ندعمهم. لافتة أخرى استعرضها جومرت تقول باللغتين العربية والإنجليزية «أوباما يدعم الإرهاب»، وعلق بالقول: «بالطبع أوباما لا يدعم الإرهاب، بالطبع لا.. لكن هذا هو ما بدا للمصريين.. لأن الولاياتالمتحدة وإدارتها ساندت الإرهابيين فى ليبيا وفى مصر، والآن تحاول أن تحصل على الدعم للإرهابيين فى سوريا. وقال النائب الجمهورى إنه «لكل هذا يجب أن نفهم أنه عندما يثور 33 مليون مصرى، فإن هذا ليس انقلابا. بل هذه حشود جماهيرية فى بلد عريق انتفضت لتقول: لقد تعلمنا أن نكون أحرارا ولا نريد أن يتحكم إسلامى متشدد فى بلادنا ومن المهم للشعب الأمريكى أن يفهم موقفنا.. نريد أن نعيش فى سلام، مسيحيون ومسلمون معتدلون وعلمانيون». وأضاف جومرت أن «هؤلاء من يجب أن نضع عليهم ثقتنا، لأنهم سيقومون بالعمل السليم». جومرت أشار كذلك إلى أن غالبية المصريين يريدون دولة مدنية بالمعنى الحقيقى، منبها إلى عدد من اللافتات التى تتهم السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون بمساعدة الإخوان فى الاستحواذ على السلطة، ولهذا على الشعب الأمريكى أن يطالب قيادته بتصحيح هذا الموقف وأن تؤكد للشعب المصرى أننا نقف إلى جوار أولئك الذين يعشقون الحرية.. علينا أن نصحح هذه المفاهيم، وهذا سيتم من خلال تدعيم من يريدون أن يكونوا أحرارا فعلا». واستعرض لافتة أخرى تؤكد أن المصريين «ما زالوا يحبون الولاياتالمتحدة، لكنهم لا يثقون بقيادتها.. علينا التزام فى الولاياتالمتحدة وعلينا التزام فى هذا الكونجرس بأن نفى بالقسم.. بأن نحمى بلدنا ودستورنا من الأعداء فى الداخل والخارج.. فى هذه الإدارة 6 من أعضاء الإخوان فى مناصب رفيعة» محذرا من أنهم يمثلون خطرا على الأمن القومى الأمريكى، و«من ولاؤهم لتخريب الولاياتالمتحدة ودستورها وسيادة القانون فيها، سواء كانوا يعيشون داخلها أو خارجها، هم أعداء حقيقيون لبلادنا».