يُضحي الكثير من الأشخاص بحياتهم من أجل "الفن" حبًّا منهم في التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، ليصبحوا فنانين يجسدون أدوارا مختلفة في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، إلا أن "الفن" يقسو عليهم في نهاية العمر، ومنهم من يمرض ولا يجد نفقات علاجه، ومنهم من يرحل عنا ولا يجد نفقات دفنه. الفنان أمين الهنيدي واحد من هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الفن، إلا أن ذلك لم يشفع له في نهاية عمره. ترك التدريس من أجل الفن وُلد الهنيدي، 1 أكتوبر 1925، بمحافظة المنصورة، التحق بمدرسة شبرا الثانوية، وظهر حبه للتمثيل فانضم لفرقة التمثيل بالمدرسة، والتحق بكلية الآداب واشترك في فريق التمثيل بالكلية. وقرر الهنيدي، ترك كلية الآداب، والتحق بكلية الحقوق، ثم دخل المعهد العالي للتربية الرياضية وتخرج عام 1949 وعُين مدرسًا للتربية الرياضية. وقرر الهنيدي ترك التدريس، من أجل التمثيل، وانضم لفرقة نجيب الريحاني وشارك في مسرحية واحدة، إلا أنه عام 1954 سافر إلى السودان وهناك التقى بالفنان محمد المصري الشهير ب"أبو لمعة" وكوّنا معًا فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم انطلاقة الهنيدي استطاع الهنيدي رسم البهجة والبسمة على وجوه المشاهدين، من خلال مشاركته في أكثر من 40 فيلمًا أشهرهم "شنطة حمزة" و"غرام في الكرنك"، و"7 أيام في الجنة"، بجانب اشتراكه في برنامج "ساعة لقلبك" بالإذاعة بشخصية "فهلاو"، بعد عودته من السودان ولقائه بالفنان عبد المنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف. وعمل الهنيدي بفرقة تحية كاريوكا، وقدم مسرحيات "شفيقة ومتولى"، و"حلمك يا شيخ علام"، و"لوكاندة الفردوس"، و"ديك وفرخات"، و"غراميات عفيفى"، "الضيف اللى هوه"، و"جوزين وفرد"، و"أصل وصورة"، وكانت آخر مسرحياته "عائلة سعيدة جدا". ألفا جنيه من أجل دفنه عاش الهنيدي في صراع مع مرض سرطان المعدة، حتى وافته المنية في 3 يوليو 1986، بعد ساعات قليلة من انتهاء تصوير فيلمه الأخير "القطار". وتوقفت إجراءات استخراج جثة الهنيدي من المستشفى ودفنها، وذلك انتظارًا لدفع ذويه ألفي جنيه نفقة استلام الجثة من المستشفى، وذلك نظرًا لأنهم لم يكن لديهم ما يكفيهم لدفع نفقات العلاج قبل الوفاة.