يبدو أن المشروبات الصحية الخالية من المواد الحافظة والسكريات باتت خطرا حقيقا يهدد عرش عملاق المشروبات الغازية فى العالم «كوكا كولا» التى شهدت تراجعا طفيفا فى أرباحها بلغ 3% لصالح المشروبات الصحية وذلك فى النصف الاول من العام الحالي. وتشير الارقام والبيانات إلى أن مبيعات كوكا كولا شهدت تراجعا بنسبة 14% خلال الثلاثة أشهر الاولى من هذا العام وذلك وفقا للاحدث الاحصاءات الصادرة عن مؤسسة «فوربس» العالمية. وأوضح المسئولون بالمؤسسة الاقتصادية الامريكية «فوربس» بأنه من الواضح ضفافر العديد من العوامل السلبية للمساهمة فى تراجع أرباح هذة الشركة العملاقة من بينها تراجع مستوى الاقتصاد الامريكى بالاضافة إلى تأثير العوامل المناخية السلبية جنبا إلى جنب إلى إتجاه المستهلكين إلى المشروبات الصحية وهو ما هدد عرش كوكا كولا بصورة كبيرة فى الاسواق الاوروبية والامريكية مؤخرا. كما أشارت «فوربس» فى أحدث تقاريرها إلى تراجع إنتاجية شركة «كوكا كولا» العالمية بنسبة 4% فى الاسواق الاوروبية فى الوقت الذى تراجعت فيه مبيعاتها فى الاسواق الامريكية بواقع 1% بالاضافة إلى هبوط إستهلاك مادتى الصودا والكولا بنسبة 4%. ولكن على الرغم من هذا الهبوط المضطرد لاداء «كوكا كولا» فى الاسواق الاوروبية والامريكية إلا أنها ماتزال تكتسب شعبية واسعة فى أسواق أخرى خاصة الدول النامية والتى زادت بشكل مضطرد هذا العام . ووفقا للاحدث التقديرات الصادرة عن مؤسسة «فوربس» فإن مبيعات «كوكا كولا» قد زادت بنسبة 6% فى أمريكا اللاتينية وبنحو 24% فى تايلاند و18% فى الهند ومايقرب من 15% فى نيجيريا. وأرجع الباحثون هذة الزيادة إلى زيادة شريحة الطبقة المتوسطة التى تستطيع تحمل شراء هذة المشروبات التى يعتبرها الكثيرون من أبناء هذة الطبقة من الكماليات. ومن ناحية أخرى كشفت الابحاث أن العديد من الامريكيين قد أصبحوا أكثر وعيا ودراية بمخاطر تناول و الافراط فى المشروبات الغازية بسبب إرتفاع سعراتها الحرارية بالاضافة إلى زيادة عنصر الكافيين والسكر بها حيث تحتوى العبوة الواحدة من الكوكا كولا زنة 340 جراما على أكثر من 140 سعرا حراريا وأكثر من 50 جراما من السكر وهى الكمية التى يصنفها خبراء التغذية بالمفرطة للغاية. تفوق كمية السكريات المتواجدة فى علبة «كوكا كولا» كانز ما يحتاجه جسم الانسان فى يوم كامل والمفترض حصوله عليه فى إطار نظام غذائى بقيمة 2000 ألف سعر على مدار اليوم وليس من مجرد تناول مشروب واحد. ومن ناحية أخرى ساهم رفع الوعى بمخاطر هذة المشروبات الغازية المحلاة بالاضافة إلى زيادة معدل الضرائب المفروضة عليها وحظرها فى العديد من المدارس بشكل كبير فى الولاياتالمتحدة فى الحد من إستهلاكها فى محاولة أيضا لمكافحة شبح البدانة الذى بات يفتك بالكثيرين حول العالم.