"أحبه الجميع، عرف عنه الصدق وحب الوطن والتسامح، أنفق الكثير عن علاج المرضى ودعم الفقراء وغوث المحتاجين، تربع على عرش المنشدين في زمنه، بمقطوعاته اقتحم السينما ودخل عالم الأفلام".. الشيخ محمد الفيومي. ولد الشيخ محمد في 25 أبريل 1905 بحي الجمالية محافظة القاهرة، وتوفي في 10 أبريل 1988، كان والده عالمًا كبيرًا بالأزهر الشريف، وكان مصححًا للغة العربية بالأزهر، التحق بالأزهر في سن العاشرة من عمره، وحفظ القرآن الكريم كاملًا، وتعلم أصول التجويد والترتيل على يد الشيخ حسن الجريسي الأزهري، ثم احترف قراءة القرآن الكريم في المساجد والمآتم. الجمع بين تجويد القرآن والغناء كان "الشيخ" من الذين يعشقون ألحان الملحن المصري الراحل داوود حسني، وحفظ ألحانه وطقاطيقه وموشحاته، وأصبح يجمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء، وفي إحدى أمسيات الإنشاد التي كانت تقام أسبوعيًا، في بيته وأماكن أخرى استمع إليه الملحن داود حسني، ونصحه بالإنشاد الديني الذي رآه أنسب لصوته الجميل، واستجاب الشيخ محمد الفيومي لهذه النصيحة. سرعان ما لمع الشيخ محمد كقارئ للقرآن الكريم ومنشد كبير، واكتسب تقدير كبار القراء والمنشدين والفنانين والناس، واشتهر شهرة كبيرة في مصر خلال القرن العشرين الماضي بأدائه الجميل وأسلوبه الراقي. اشتهر بالسيرة الطيبة بين الناس وكان صاحب خلق كريم، ما جعله محل حب وحفاوة لدى الجميع من الناس، وكان بيته بالقاهرة يزوره كل الناس والفنانين والمبدعين والشعراء، وكان صوته الجميل ينافس كبار المنشدين والمطربين في القرن العشرين، وتربع على عرش الإنشاد والمديح الديني، وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية عام 1945. مشاركته مع فرقة «نويرة» والسينما في عام 1970، كلف الموسيقار عبد الحليم نويرة، مؤسس فرقة الموسيقى العربية، الشيخ محمد بالإشراف على تعليم وتحفيظ كثير من الطلاب الشباب هذا التراث من التواشيح والإنشاد الديني، وبجانب تبحره في علم الإنشاد والمديح الديني كان عالمًا في الأدب والشعر واللغة والثقافة والموسيقي والغناء، والعلوم الدينية وقواعدها. شارك الشيخ محمد الفيومي في السينما المصرية في عصرها الذهبي، وهو أول أزهري يلقي التواشيح والإنشاد الديني في السينما، استعان به المخرجون الكبار لتصويره وهو يؤدي الإنشاد الديني. اشترك الشيخ محمد في فيلم "عزيزة" عام 1954، بطولة فريد شوقي، نعيمة عاكف، عماد حمدي، سعيد أبو بكر، شكري سرحان، منير الفنجري، زينات صدقي، طوسون معتمد، محمد قنديل وزينب صدقي وإخراج حسين فوزي، وعرض الفيلم في دور السينما في أول نوفمبر 1954. الفيلم الثاني الذي شارك فيه "الشيخ محمد" بإنشاده وتواشيحه "رصيف نمره خمسة" إنتاج 1956، بطولة الفنان فريد شوقي، هدى سلطان، زكي رستم، محمود المليجي، فاخر فاخر، الطوخي توفيق، عبد الغني النجدي، محمد رضا، ملك الجمل، نعيمة وصفي والطفل سليمان الجندي، وإخراج نيازي مصطفي وعرض علي شاشة السينما يوم 13 فبراير 1956.