الصدفة وحدها هى التى جعلت «موجة حارة» و«ذات» يعرضان معا فى الموسم الرمضانى لهذ العام، حيث كتبت مريم نعوم سيناريو وحوار مسلسل «ذات»، عن رواية لنفس الاسم للكاتب صنع الله إبراهيم، كما كتبت سيناريو «موجة حارة» المأخوذ أيضا عن رواية للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة بعنوان «منخفض الهند الموسمى»، وأشرفت على كتابة الحوار، حيث كان مقررا أن يعرض «ذات» فى رمضان الماضى» إلا أن ظروف التصوير أخرت عرض المسلسل لهذا العام. العامل المشترك فى المسلسلين أنهما مأخوذان عن روايتين، وقالت مريم إنها تحب العمل على الروايات الأدبية لأنها عاشقة للقراءة، وتحويل الرواية إلى مسلسل أو فيلم يمثل بالنسبة إليها تحديا كبيرا، لاختلاف الوسيط. أضافت مريم فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أن سيناريو «موجة حارة» لم تغير فيه كثيرا على عكس سيناريو «ذات»، ذلك أن رواية «ذات» تتناول فترة زمنية من منتصف السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات، فى حين أنها فضلت كتابة السيناريو فى الفترة من 1952 وحتى اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث أخذت الرواية كقلب للمسلسل ثم أضافت عليها فترة سابقة وفترة لاحقة، الأمر الذى تطلب إضافة شخصيات رئيسية مثل شقيق «ذات» وزوجته والجيران، وكذلك الإضافة إلى الشخصيات الموجودة فى المسلسل مثل «ذات» نفسها وأبنائها الذين كانوا أطفالا فى الرواية فى حين أنهم فى المسلسل يمرون بمراحل عمرية مختلفة. وأكدت مريم أنها تحدثت مع الروائى صنع الله إبراهيم حول هذه التغييرات واستأذنته وقد وافق عليها، لدرايته بالفارق بين العمل الروائى والعمل التليفزيونى. مريم ترتاح بالعمل مع كاملة أبو ذكرى التى قدمت معها قبل ذلك فيلم «واحد صفر»، مشيدة بطريقة إدارتها وتعاملها مع الممثلين لتخرج منهم أفضل ما فيهم، وكانت نيللى كريم مفاجأة بالنسبة لمريم، حيث نضجت بشدة كما قالت، واستطاعت التعبير عن المراحل المختلفة للشخصية، وهى شخصية تنتمى إلى الطبقة المتوسطة التى ينتمى إليها أكثر من 50% من سيدات مصر. وقالت مريم إنها لم تتناول أحداث الثورة لأنها ترى أنها تحتاج إلى فترة حتى تستطيع قراءة المشهد، لأن كثيرا من الأحداث ما زالت مستعصية على القراءة، فى حين أن الفترة السابقة على الثورة، يمكنها التعبير عنها بشكل جيد، ذلك أنها كانت مشاركة فى الأحداث وتعلم جيدا الأجواء السياسية والاجتماعية للمجتمع خصوصا أن التغييرات التى حدثت على الساحة لم تكن مفاجئة ولكنها استمرت لسنوات طويلة أدت فى النهاية إلى اندلاع الثورة. وحول الكتابة المشتركة فى مسلسل «موجة حارة» قالت مريم إنها استمتعت بالعمل مع الفريق الذى شارك فى كتابة حوار المسلسل وتكون من نادين شمس، ووائل حمدى، وإسلام أدهم، وهالة الزغندى، إضافة إلى عمرو الدالى، ونجلاء الحدينى الذين شاركوا فى كتابة حلقتين فقط. حيث قامت مريم بكتابة السيناريو وكانوا جميعهم يتشاركون فى وضع الخطوط العامة للشخصيات وكانوا يكتبون بطريقة الخطوط لا بطريقة الحلقات، حتى يأتى العمل متناغما ومنسجما، مشيرة إلى أنها ستكون سعيدة بتكرار التجربة مع نفس الفريق فى أعمال أخرى، وتفضل مريم الكتابة المشتركة للمسلسلات، حيث تحتاج إلى كتابة وتفاصيل ومراجعات كثيرة تكون صعبة على كاتب واحد، خصوصا فى ظل سيطرة المومسم الرمضانى، حيث يكون الكاتب ملتزما بالفترة الزمنية بين الموسمين من رمضان إلى رمضان الذى يليه، أما فى حالة عدم الالتزام بموعد عرض، فإنه يمكن لكاتب واحد أن ينفذ المسلسل بمفرده. «موجة حارة» إخراج محمد ياسين وبطولة إياد نصار وسيد رجب ورانيا يوسف ومعالى زايد، وقالت مريم، إنها أضافت تغييرات طفيفة على الرواية التى كتبها عكاشة عام 2000، فى حين حولت أحداث المسلسل لعام 2010، إلا أن الأحداث جميعها تدور قبل الثورة، لذا لم تحتج إلى تغييرات كبيرة، واقتصرت التغييرات على شخصية شقيق البطل اليسارى، حيث كان فى الرواية قد أصيب بإحباط شديد واكتئاب، فى حين جعلته مريم فى المسلسل الامتداد الطبيعى للحالة الثورية اليسارية التى ستشارك فى ثورة 25 يناير، كما أن الرواية كان تعتمد على الفلاش باك بشكل كبير، فى حين حاولت مريم فى المسلسل أن تجعل أحداثه تدور فى الحاضر بقدر الإمكان، وأشادت مريم بأداء إياد نصار التى قالت إنه أوقعها فى غرام شخصية الضابط، حيث بدأ تمثيل الدور قبل الانتهاء من الكتابة، مشيرة إلى أن الشخصية رغم سلبياتها الكثيرة فإنها لا تخلو من الإيجابيات.