جدَّد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية التأكيد على ضرورة التأهيل الشرعي والعلمى والتدريب لمن يتصدى للإفتاء، وأن يكون مؤهلاً وصالحًا ومدربًا وخبيرًا في المسائل الفقهية، مع أهمية تفعيل العقل المسلم مع الالتزام بالنص القرآني والحديث الشريف لإدراك الواقع الحاضر والمتغيرات الراهنة. جاء ذلك خلال اللقاء الديني والثقافي الموسع الذي عقد اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف المصرية بالماطي بكازاخستان، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والسفير هيثم كامل سفير مصر بكازاخستان، وسيك أوراز نائب مفتي كازاخستان، والدكتور جودة بسيوني رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، وطلاب وعلماء وأساتذة من مصر وكازاخستان، وذلك في إطار زيارة الوفد المصرى لكازاخاستان، برئاسة وزير الأوقاف. وحذر المفتي من قيام أي شخص بالإفتاء لمجرد قراءة الكتب دون علم دقيق وتدريب وتأهيل على أمور الفتوى، وهو ما أكَّدت عليه كتب المذاهب الإسلامية كلها، مطالبًا الشباب والفتيات بالامتناع عن التصدي لأمور الفتوى لخطورة ذلك وإحالة إصدار الفتوى إلى المختصين. وأشار إلى الدورات التدريبية التي تنظمها دار الإفتاء للتأهيل على الفتوى لمدة ثلاث سنوات لدراسة العلوم التأصيلة للفتوى وعلم النفس للفتوى والالتقاء مع علماء الفتوى بالدار بشكل عملي للتدريب على كيفية إصدار الفتاوي للتعرف على مراحل الفتوى، وهي إدراك الواقع ثمَّ تكييفه مع أبواب الفقه العديدة ثمَّ النظر في الأدلة الشرعية واستنباط الحكم منها ثمَّ أخيرًا مرحلة الفتوى مع عقلية متميزة للتعامل مع تلك المراحل، موضِّحًا أنَّ مذهب أهل السنة والجماعة والأشعرى هما المذهبان اللذين يطمئن إليهما من يتصدى للإفتاء لإنزال الواقع على أمور الفتوى. وحذَّر علام من إلصاق تنظيم الدولة الإسلامية بتنظيم "داعش"، حيث لا ينطبق عليه مدلول الإسلام أو الدولة لمخالفة أفعالهم لتعاليم الإسلام وعدم انطباق مفهوم الدولة الحقيقي على تلك المجموعة التى تعتبر نفسها هي الصحيحة وغيرها باطل عكس المفهوم الإسلامى الذي لا يكفِّر أحدًا لأنَّ سلطة التكفير مكفولة للقضاء. وشدَّد على أنَّ أمر الاعتقاد في القلب والاختلاف بشأنه طبيعة كونية وحتمية على البشرية، أمَّا الحساب فيكون على ما يفعله الإنسان مصداقًا لقول النبي محمد صلي الله عليه وسلم "لنا ما ظهر والله يتولى السرائر"، وهو ما يطبق حاليًّا بمبدأ سيادة القانون الذى يطبق على الجميع بصرف النظر عن معتقداتهم. وأكَّد المفتي أهمية التعاون لبناء المجتمعات باحترام اختلاف العقائد والتعايش السلمى بين أتباعها، قائلاً: "المجتمع ليس للمسلمين فقط، ولم يأمر الرسول عليه السلام باستبعاد غير المسلمين منه، والإسلام يدعو للتعايش بين المسلمين وغيرهم".