شُغف بحب السفر، وبات شغله الشاغل بعد أن وقع في أسر المغامرة وحب الاستطلاع، ينتقل «فادي حنا» من بلد إلى آخر، فعندما تطأ قدماه أحد البلاد يترك نفسه أسيرًا لطرقاتها، وينفصل عن عالمه ويعيش طيلة مدة الرحلة يبحث في الخبايا عن كل ما يبهر عيناه المتطلعتان للمزيد، ضم في موسوعته 91 دولة وما زال ينهم للمزيد، يحلم بأن يلف دول العالم جميعها، يتعرف على ثقافات الشعوب ويشبع رغباته المتجددة في حب السفر والحياة. بعد تجاربه المتعددة في السفر قرر فادى أن يساعد غيره، ويلهمهم بما رأى، فالحياة من وجهة نظره جديرة بالعيش والاستمتاع ومساعدة من حوله، تلك النبتة أراد أن يزرعها في العقول، فدشن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يكتب عن تجاربه المتفردة في كل دول، التى ذهب إليها. التفاعل الكبير والحماس الذي رأه من متابعيه، دفعه إلى أن يستغل ذلك التفاعل في عمل الخير. قرر الرحالة الصغير أن يساعد الأطفال الأيتام في بلاده، التي يعشقها، رغم حبه السفر والترحال، فدشن حملة بعنوان «الكليك بتسعد طفل» يستغل أموال الناتجة من التفاعل عن طريق النشر أو التعليقات لصالح تلك القلوب الصغيرة، التي رأى حقها في حياة أفضل في سعادة قد تكمن في لعبة أو رحلة جديدة. رحلة ال91 دولة تبدأ بإنجلترا تعلق قلبه بالسفر منذ أن كان في العشرين من عمره، سافر إلى إنجلترا ليستكمل دراسته الجامعية، فكانت أولى محطاته التى انطلق منها يبحث عن الجمال والتفرد، عاد إلى بلاده بعد تلك الرحلة الطويلة، عازمًا العهد على أن يزور دول العالم بعد أن فتن بالتجربة، فانشغل بمتابعة الرحالة الذين يهوون السفر، وبات يقرأ عن السفر والتجارب المتفردة، قائلًا «إحدى هواياتي القراءة عن السفر ومتابعة المسافرين حتى غير المصريين». «ماتعلمتش من شهادتي الجامعية وشغلي زي ما اتعلمت من السفر»، قالها فادي، مشيرًا إلى أن السفر بات أسلوب حياة بالنسبة له، ينتظر فترات الإجازة حتى يعد عدته، وينطلق لأحد البلاد، يسافر وحيدًا يترك حياته وعمله وأصدقاءه وينطلق صوب هدفه، لم يشعر قط بالملل أو الوحدة، فهو يرى ثمة أشياء يحصل عليها من عزلته تلك، يرى أن السعادة لا تقف عند الأشخاص، ولا هم مصدرها الوحيد. «يا سيدي سافر حتى لو لوحدك عشان العمر قصير إنك تأجل اللحظة الحلوة لبعدين وقت لما الشلة تتجمع ولا لما يكون معاك مراتك أو يكون معاكي جوزك.. سافر لوحدك عشان اللحظة الحلوة دي ممكن تكون دلوقتي حالًا بس إنت مأجلها»، هكذا يقول فادي، مشيرًا إلى المميزات التي يحصل عليها من السفر وحيدًا ومن ضمنها الاعتماد على النفس والاستقلالية وتحمل نتائج القرارات. نصائح فادي لتوفير نفقات السفر «في الأول نفسي نشيل من دماغنا إن السفر غالي أو إنك لازم تبقى ثري عربي عشان تقدر تسافر.. الدنيا اتغيرت وبقى في سفريات رخيصة»، تلك هي نظرة فادي المغايرة، التي يرد بها على حاجة السفر للأموال الطائلة، السعادة اختيار لذلك قرر أن يسعد نفسه رغم أي ظروف، يقتصد من مصروفاته، ويدخر الأموال حتى يستطيع السفر، لكن لم تكن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يعتمد عليها ليحل أزمة الأموال. بات ذلك السؤال ملحًا على كثير ممن يعرفون ذلك الرحالة الصغير، فقرر أن يدون لهم «روشتة» تفيد كيفية توفير أموال السفر، فهو يرى أن أولها عليه أن يقرأ جيدًا عن المكان، الذي يود زيارته، ويتعرف على خبرات من سبقوه في ذلك المجال، ويبحث عن الأماكن ذات الأسعار الرخيصة، حتى لا ينفق أمواله كلها في الإقامة والانتقالات، فهناك الكثير من الرحلات التي تحتاج إلى تلك الأموال التي يقوم بتوفيرها. حب السفر توغل في نفسه فأراد أن تكون تجاربه على المشاع يشارك بها غيره، ليعلمهم أن السعادة قرار يسير يملكه الإنسان وحده، وبفضل زيادة متابعية أراد أن يشارك الأطفال الأيتام في تلك السعادة التي يستطيع أن يحققها لهم.