أعلن وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، أن مينسك وموسكو اتفقتا على وضع إجراءات رد مناسبة على نشر أمريكا عناصر من منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا. وقال "ماكي" عقب لقائه نظيره الروسي "سنعمل معًا على وضع إجراءات رد مناسبة.. ليس لدينا أي خلاف، هناك فهم مطلق لكيفية سيرنا مستقبلًا، وأي القضايا تحل في إطار العلاقات الثنائية، والتشكيلات التكاملية والمنظمات الدولية". وأكد وزير الخارجية البيلاروسي أن مينسك ستدعم مبادرة روسيا لنزع السلاح في المنظمات الدولية. وأفاد بأنه من ضمن المواضيع التي بحثها مع نظيره الروسي، (الأزمات الدولية والإقليمية) بما في ذلك سوريا والأزمة شرق أوكرانيا، وقال: إن "تدني مستوى الاستقرار والأمن في العلاقات الدولية يجبرنا دوريًا على مناقشة الأزمات الدولية والإقليمية، والبحث عن ردود مشتركة على آثارها السلبية على بلادنا". وأضاف الوزير البلاروسي في هذا الصدد بأنه "فيما يتعلق بالوضع في شرق أوكرانيا، نحن متفقون على أن اتفاقيات مينسك، هي آلية العمل الوحيدة للتوصل للسلام في جارتنا أوكرانيا، كما نثمن عاليا تصرفات روسيا للتصدي لانتشار الإرهاب في الشرق الأوسط". من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن قلق موسكو ومينسك إزاء تصعيد حلف الناتو في المواجهة، واقتراب بنيته التحتية من حدود الدولتين (روسيا وبلاروسيا)، مشيرًا إلى أن روسيا وبيلارويا لا تسعيان إلى المواجهة، بل تؤيدان الأمن المتكافئ للجميع في أوروبا. وقال "لافروف" خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي: إنهما "في ما يتعلق بقضايا الأمن الأوروبي، يساورهما القلق بشأن حقيقة أن الزملاء من دول حلف الناتو يحاولون فرض المواجهة علينا، ويدفعون بالبنية التحتية لقواعد الحلف باتجاهنا نحو الشرق، بالقرب من حدودنا.. وكل من روسيا وبيلاروسيا ليستا مع مثل الخط من المواجهة، فنحن نؤيد مناقشة إقرار مبادئ الأمن المتكافئ، وغير القابل للتجزئة، للجميع في أوروبا". وأوضح الوزير الروسي أن روسيا في علاقاتها مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لديها نهج مشترك - التخلص من الخطوط الفاصلة، وحتى الآن فإن هذا لا يتحقق، لكن موسكو مستعدة للحوار. وأفاد أنه "في علاقاتنا مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، لدينا مصلحة مشتركة، تتمثل بأن تكون أوروبا بمنأى عن خطوط التقسيم، ورغم أن هذا الأمر غير ممكن، فإن شركائنا الغربيين يتحركون بمواقف منحازة علنًا، ولكن توجهنا البناء في طريقة الخروج من هذا المأزق لا يزال قائما". وفي سياق ذي صلة تناول لافروف الأزمة الأوكرانية، مؤكًدا أن تطبيق اتفاقيات مينسك يجب أن يتم دون أي تعديل للمنطق ودون نقص أو تغيير للتسلسل الزمني للعمل، وقال: "يجب تطبيق مجموعة تدابير حل الأزمة الأوكرانية بشكل كامل دون أي نقص أو محاولات تعديل للمنطق التي تقوم على أساسه، وتسلسل العمل". وأشار "لافروف" إلى أن نظراءه في الغرب بدأوا يدركون في السنوات الأخيرة من هو المسؤول عن الجمود الحاصل في تنفيذ اتفاقات مينسك لحل الأزمة في أوكرانيا، وانه "لسوء الحظ ليس كل شيء يعتمد علينا، ولكن في الآونة الأخيرة، الزملاء الغربيون بدأوا يفهمون الحقيقة، ومن هو المسؤول عن استمرار المأزق".