تشهد محافظة الأقصر، الآونة الأخيرة، ظاهرة اندلاع النيران في مناطق متعددة بسبب حرق القصب ومخلفاته منذ بدء موسم حصاده حتى وصلت الإحصائية إلى 243 بلاغ حريق زراعات خلال 4 أشهر، كان آخرها إحراق 13 منزلًا في قرية ترعة ناصر جنوبالأقصر منهم 6 منازل تم حرقها كليًا. يقول مصدر مسئول بإدارة الحماية المدنية في الأقصر ل"التحرير"، إن هناك الكثير من البلاغات التي تصل إلى الإدارة بالتبليغ عن اندلاع النيران بالزراعات منذ بدء موسم حصاد القصب، يناير الماضي، وتزايدت هذا الشهر، وسجلت أكثر من 70 بلاغًا، مشيرًا إلى أن إجمالي البلاغات التي قدمت منذ شهر ديسمبر حتى الآن 234 بلاغا. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وأوضح المصدر أن أسباب حرق الأراضي الزراعية ناتج أمرين: الأول تحايل المزارع لاستعجال دوره بمصنع السكر، فيحرق المحصول الخاص به دون حصاده للتخلص من أوراق القصب دون تكلفة عمالة، وفي هذه الحالة تنظف النيران العيدان من أوراقها دون إلحاق ضرر جثيم بها، وبعد ذلك يقوم المزارع بحصاده وتوريده للمصنع، والأمر الآخر تخلص المزارعين من فضلات القصب بعد الحصاد وحرق القش الجاف الناتج منه لعدم دفع تكلفة تنظيفه ونقله إلى مكان بعيد، لافتا إلى أن 90% من بلاغات الحريق تكون بفعل فاعل. وأضاف أن الطريقتين معهودتين عند المزارعين في المحافظة مما يجعلهم يأخذون إجراءات أمان قبل إشعال النيران بترك فراغات في الأرض بين مكان الحريق والزراعات الأخرى ورشها بالمياه، ولكن في كثير من الأحيان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فهم قادرون على التحكم في النيران من الأسفل ولكن بهبوب رياح لا يمكنهم السيطرة عليها، مما يجعل شعلات النيران تتطاير في الهواء لتصل إلى الزراعات أو منازل. لا بديل عن حرق القصب من جانبه، ذكر عزت صبري، مدير عام الإرشاد بمديرية الزراعة، أن العقوبات تتخذها إدارة البيئة ضد من يقوم بحرق أرضه الزراعية، قوبلت بشكاوى إلى وزارة الزراعة ورئاسة الوزراء من قبل المزارعين لعدم وجود بدائل للتخلص من فضلات القصب سوى حرقها. وتابع صبري: "قمنا بعمل تجارب سابقًا عن كيفية التخلص من مخلفات القصب وتحويلها إلى علف حيواني عن طريق المكابس، وطرحت إدارة البيئة فكرة إمداد المحافظة بمجموعة من المكابس والجرارات لتدوير المخلفات، ولكن رغم ذلك تتبقى نسبة من المخلفات في الأراضي مما يجعل المزارع يحرقها".
وأكد أن الطريقة الوحيدة للحد من الظاهرة هي مساهمة المزارعين في تقسيم الأراضي الزراعية إلى أحواض كبيرة، وتزرع كل مجموعة من المزارعين المجاورين القصب في آن واحد دون تفاوت في التوقيت لتكون أعماره متوحدة ومن ثم يحصدون سويًا، ثم تتم عملية جمع المخلفات وتحويلها إلى سماد والذي يتبقى يمكن حرقه في داخل تلك المساحة الشاسعة دون أن يكون هناك تأثير على زراعات أخرى.