لا يزال مسلسل الإهمال الطبى بمستشفيات سوهاج مستمرًّا حتى يومنا هذا، وكأنه كُتب على المرضي البسطاء أن يغرقوا في قاع هذا الإهمال ومن ثم لا يجدوا خدمة طبية كريمة تليق بإنسانيتهم، حتى إنهم افترشوا الطرقات ومنهم من يتم علاجه بها بدون مراعاة لحرمة المرضى، فضلًا عن سوء الخدمات المقدمة للمرضي ورائحة الموت التي تنبعث في جميع أرجاء المستشفى. وترصد "التحرير" فى التقرير التالى مدى ما وصل إليه المستشفى من إهمال وتسيب رافعة شعار العجز عن تقديم الخدمة الطبية الآدمية للفقراء، كما أنها عاجزة كلية عن توفير خدمة علاجية يستحقها المواطن السوهاجي البسيط الذي يطرق أبوابه من أجل تلقى العلاج ضمن حقه الذي كفله له الدستور والقانون.
يقول محمود بخيت - أحد المرضى - إن المواطن السوهاجي كتب على جبينه أن يذوق المرار ولا يتلقى أى خدمة علاجية، وذلك حال المستشفيات الحكومية الدائم جراء غياب الدور الرقابى لوزارة الصحة وتقاعسها عن أداء مهمتها الرقابية على هذه المستشفيات وعقاب المخالفين العقاب الرادع لهم، حتى لا يستهينوا بأرواح الناس ويكونوا عبرة لغيرهم.
ويضيف عبد الرحمن حسني- موظف مدنى - أنه منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدامك المستشفى تجد الفساد والإهمال يطلان برأسيهما لك، فالصدمات تنتابك بين الحين والآخر حينما تكتشف بالعين المجردة الاتساخ في العنابر والطرقات ودورات المياه وتكوم القمامة في نواح متفرقة بالمستشفى، ثم إنك حينما تبحث عن الطبيب المعالج لحالتك تنتظره بالساعات حتى تنال الرضا ويتم الكشف عليك، وحينما تدخل عليه تجده "مكشر" في وجهك و"مستعجل" ولا يحاول السماع لشكوى مرضك وكأنه يمن عليك.
وتتابع زينب موسى- ربة منزل وإحدى المترددات على المستشفى - أنه من المؤسف أن الطبيب هنا يكتب لك العلاج المتواجد في صيدلة المستشفى فقط، وقد لا يكون ملائمًا لحالتك المرضية. وأضافت: ومما يمزق القلب أنك تضطر لشراء بعض الأدوات الطبية اللازمة لعلاجك، ناهيك عن ابتذاذ بعض العاملين بالمستشفى لك ل"تقليبك"، كما أن المستشفى يعاني من النقص الكبير في العديد من التخصصات الطبية والأجهزة والأدوية الطبية، ومن المؤسف أن تجد القطط الضالة والحشرات تمرح وتلعب كيفما تشاء في أروقة المستشفى بلا حسيب ولا رقيب.