الحكومة الذكية هي التي تسارع إلى صناعة أمل حقيقي يحميها من السقوط عندما تلحظ أن الإحباط بات يمسك بصدور الناس، وأن الكثير من الذين أيدوا النظام في السابق بدأوا ينفضون عنه، وأن الأفق مسمم بروائح سخط عام يزداد من ساعة لأخرى. أتحدث هنا عن حكومة مصرنا العزيزة، وكيف أصبح المصريون يفطرون على هموم وينامون على أحزان، فالأسعار ترتفع بجنون، (الدولار بلغ 11 جنيها للمرة الأولى منذ زمن جورج واشنطن ومراد بك وإبراهيم بك)، والجزيرتان انتزعتا من اللحم المصري دون سابق إنذار، و(دولة أمناء الشرطة) تعيث في الأرض فسادًا، وها هي آخر جرائمها تلوث مدينة الرحاب أمس بدماء بائع شاي مسكين! ناهيك بالسجل البائس لحقوق الإنسان، والذي جعل سمعة حكامنا الدولية في الحضيض! لا أمل في بقاء الحكومة وتمتعها بممارسة السلطة إلا بالعمل الفوري الحكيم لصناعة أمل حقيقي، يقنع الملايين بسياساتها، وفي ظني أن هناك سبع خطوات عاجلة لصناعة هذا الأمل: 1- إقالة السيد وزير الداخلية فورًا وإعادة هيكلة جهاز الشرطة وفقًا لأحدث النظم العصرية المعترف بها دوليا، حتى يشعر الناس بحق أن الدولة جادة في مواجهة البلطجة الأمنية! 2- الإفراج بأقصى سرعة عن جميع السجناء السياسيين الذين لم يتورطوا في حمل السلاح ضد المصريين أو جيشهم الوطني أو مؤسسات الدولة. 3- تجميد اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لمدة عام حتى يتم التوافق الوطني على ما يجب فعله بشأنهما. 4- إيقاف جنون ارتفاع الأسعار. 5- محاربة الفساد بجدية وتقديم كبار المسؤولين الفسدة إلى محاكمات عاجلة وناجزة. 6- تغيير جذري في السياسات الاقتصادية قوامه الوقوف بجانب الملايين من البسطاء والطبقات الصغيرة والوسطى، حتى لو لزم الأمر التصدي للكبار بقوة. 7- ضبط الأداء الإعلامي. هذه خطوات عاجلة وسريعة تتخذها أي حكومة ذكية لمواجهة المصائب التي تهدد وجودها بفعل حماقات كثيرة ترتكبها بانتظام، فهل تملك حكومتنا (الرشيدة) هذا الذكاء؟