شدَّد الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التربية التعليم والتعليم الفني على أهمية الشراكة المصرية اليابانية في التعليم من خلال تطبيق تجربة اليابان الناجحة في تطوير عددٍ من المدارس المصرية؛ لتكون نموذجًا يمكن تعميمه فيما بعد بشكل أكبر على المدارس للارتقاء بها. جاء ذلك خلال عقد الوزارة حلقةً نقاشيةً عن أنشطة "التوكاتسو" اليابانية، في إطار تفعيل الشراكة المصرية اليابانية لتطوير التعليم بمصر، بحضور الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام، وعدد من قيادات الوزارة، وعدد من الخبراء اليابانيين، ومديري المدارس المستهدف تطبيق التجربة اليابانية بها، وأعضاء من المراكز البحثية، وهيئة الأبنية التعليمية، والأكاديمية المهنية للمعلمين. من جانبه، عرض أحد الخبراء اليابانيين نظام المدارس اليابانية التي تطبق أنشطة "التوكاتسو"، موضِّحًا أنَّ هذه الأنشطة تعليمية تربوية تهدف إلى جعل المدرسة والفصل المدرسي مجتمعًا واحدًا، وتعمل على الارتقاء بشخصية التلاميذ، ومستوى أدائهم في الحياة العملية، وكذا تعميق الولاء والانتماء لديهم تجاه المدرسة ثمَّ البيئة المحيطة لهم ومن ثم وطنهم. وأشار إلى أنَّ "التوكاتسو" هي الأنشطة التي تتيح للتلاميذ ممارسة العمل الجماعي، وتحديد الأدوار وتنفيذ الدور المكلف به كل تلميذ في الفريق، والتعاون مع زملائه؛ للوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها. وأكَّد الخبير الياباني أنَّ التلاميذ يشاركون في وضع نظام الفصل وإداراته، والأنشطة الجماعية، وتحديد الأدوار لتنفيذ تلك الأنشطة التي تساعد على الارتقاء بأدائهم وشخصياتهم، فضلاً عن مساعدتهم في التحصيل الأكاديمي، بالإضافة إلى أنَّ هذا النظام يوفِّر للتلاميذ مهام وأنشطة تعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وهي تخصيص مجموعة من الدروس لتعليم الطلبة غسل الأيدي وتنظيف الفصل، ومشاركة الطلاب في نظافة المدرسة، وإضافة أنشطة "توكاتسو" أخرى مثل غسل الأسنان والتربية الغذائية وحماية النفس والمكتبة والسلوكيات فضلاً عن تصميم التلاميذ للأنشطة وتحديد الأهداف بأنفسهم، وآلية تنفيذها، وعمل قائمة بها، وتعليقها على حائط الفصل. وأشار إلى أنَّه يتم عقد اجتماع للتلاميذ في الصباح واجتماع آخر اليوم الدراسي يوميًّا، بالإضافة إلى اجتماعات الفصل، حيث يقود الطلبة المناقشات بأنفسهم، ويضعون خطة العمل والقواعد من أجل تحقيق المزيد من الاستمتاع بالعمل والمدرسة، كما يتم تخصيص حصص لأنشطة الفصل والاستعانة بالأخصائية النفسية والاجتماعية، حيث أنَّ مدرس الفصل بالمدارس الابتدائية غالبًا ما يقوم بتدريس كل المواد، وهو مسؤول عن الكثير من الأنشطة التي يمارسها بها التلاميذ داخل الفصل. وبالنسبة لمساحة الفصول المدرسية، أكَّد أنَّها مناسبة وتسمح بتغيير وتعديل وضع مكاتب التلاميذ بالمدارس اليابانية، مع تخصص مكتب وكرسي لكل تلميذ، وتوفر سبورة مغناطيسية بكل فصل، ولكل طالب وحدة أدراج مستقلة لحفظ متعلقاته توجد في الحائط الخلفي بالفصل، كما توفِّر مدارس اليابان بكل فصل حائط إعلانات كبير يضع عليه إرشادات النظافة، كما يقوم كل طالب بوضع حلمه وهدفه فى جزء خاص على هذا الحائط. وأشار إلى أنَّه توجد بكل مدرسة من مدارس اليابان قاعة متعددة الأغراض تستخدم في الأنشطة الرياضية والفنية وتستخدم أيضًا في احتفالات المدرسة، كما توجد حجرات التربية الفنية والعلوم والكمبيوتر والاقتصاد والموسيقى، كما أشار إلى وجود مطبخ لإعداد الوجبة المدرسية بكل مدرسة. وأضاف أنَّه من خلال زيارة مدرسة الشهيد عماد علي كامل التابعة لإدارة الوايلي التعليمية، والتي سيتم تطبيق التجربة المصرية اليابانية بها لدعم القيم السلوكية الإيجابية لدى الطلاب، وجد أنَّ هناك عدة إيجابيات منها التزام التلاميذ في طابور المدرسة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى نطاق واسع. من جهته، صرَّح الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بأنَّ التجربة اليابانية تركِّز على مجموعة من المبادئ منها الإدارة الذاتية وتحمل المسؤولية، والتواصل في جميع الاتجاهات، والمشاركة والعمل الجماعي وحرية التساؤل. وأكد حجازي مشاركة الطلاب في وضع الأهداف وحرية الحركة وتنظيم الفصل واحترام اتفاقية حقوق الطفل والتركيز على مشاركة التلميذ في التقويم مع تنوعه وشموله وتفعيل التعلم النشط والتركيز على تنمية الأخلاق والقيم والانتماء والاعتزاز بالذات، وإعداد التلميذ للحياة العملية، إلى جانب التوازن بين الأنشطة والدروس، واستثمار طاقات التلاميذ.