ضياء طفل صغير لما بيبقوا عايزينه ياكل أكْله كله بدل ما يحببوه فيها بيقولوا له: "ابن خالتك عمر مرة ماخلصش أكله كده وقع من الشباك ومات"... ولما يكونوا خايفين إنه يخرج فى الشارع لوحده يقولوا له "ابن عمتك حسام لما نزل الشارع لوحده وقع عليه عمر علشان ماخلصش أكله فمات"... فالطفل بيبتدي ياكل علشان خايف مايخلصش أكله علشان مايقعش من الشباك بس هو مش فاهم حاجة فبيبتدي مايحبش الأكل ويخبيه بدل ما ياكله... فبيتعلم الكذب... وبيخاف يخرج علشان الخوف برضو. ليه طيب مانقولوش "الأكل مفيد وبيساعد على النمو"؟ فياكل وهو مبسوط ويخلص أكله بحب... ونقوله لو هتخرج استأذن علشان الخروج حلو فاحنا هنيجي معاك فيحب الخروج ويحب أهله. بس التخويف أسهل وأريح "للى بيخوف"... علشان بينجز" إحنا لسه هنقعد نشرح خوف الواد أو البنت وخلاص! بيكبر الطفل ويخش على المرحلة التعليمية... بيقولوا له لو ماركزتش فى الفصل هتقف على الحيطة... فبيركز "قهر" ومش بيركز علشان يتعلم أو يستفيد بيركز علشان خايف من العقاب... فبيتحول لأنه بيكره الحضانة والمدرسة علشان التخويف فيها أكتر من التخويف فى البيت... بيكبر شوية فبيتعامل مع ناس تانية "متخوفة" فبيخوفوه برضه... لو معاه أكل مثلا وفي واحد فى الفصل أقوى منه بيقوله لو ماتدنيش الأكل هضربك فبيدهوله خوف... رغم أن صاحبه لو قاله أنا جعان هيديله الأكل وهيبقوا صحاب.. بس ليه نحب بعض وكده، ما نخوّف وننجز!! ما هو صاحبه فى البيت لو ماذاكرش مابيروحش لجدته فبيذاكر خوف... فبيتقتل ال"aspiration" أو النظرة اللى فيها أمل عند الولد اللى معاه الأكل واللى بياخد منه الأكل... بيكبر شوية فبيبتدي يشوف بنات ويفهم إنه بيتمنظر أدّامهم... فيروح يقول للبنت "لو مابقناش صحاب" هضرب أخوكي الصغير... وده علشان هو مايعرفش أسلوب تاني... فالبنت تكرهه وغم إنه لو ماقالش كده وعزمها على وجبة ممكن يبقوا صحاب... أو لو ساعدها تذاكر مش لازم التخويف... بس هو مايعرفش غيره.. ضياء كبر ودخل سن الشقاوة... قالوله صحابه "لو ماشربتش سجاير مش هتبقي راجل"... فضياء ابتدى يشرب سجاير ويتمنظر بيها على البنات وعلى صحابه والسجاير جابت الخمرة والخمرة جابت المخدرات، وضياء فضل يضرب لحد ما أهله بعتوه مصحة الدكاترة قالوا له لو مابطلتش كل ده هتموت... فخاف وبطّل رغم أن من الأول هو شرب كل ده علشان خايف يبقى مش راجل... بس التخويف خلاه مايفكرش والتخويف خلاه بطل بس مابقاش مبسوط علشان بطل "قهر". ما هو أدمن الحاجات دي وكانت عجباه... ضياء خوفوه من السقوط وإنه هيموت لومانجحش فذاكر ونجح... ودخل هندسة وطب فى نفس الوقت علشان قالوا له لو مابقتش مهندس أو دكتور مش هتعرف تشتغل... بس هو أصلا جبان فدخل الاتنين علشان خايف يفشل.. واتخرج من الجامعتين متأخر... كان كل أصحاب ضياء بقالهم سنين بيشتغلوا... بس هو خايف يفشل فبقى دكتور مهندس ضياء... بس لسه ما اشتغلش.. ضياء اشتغل "مندوب مبيعات" علشان كان محتاج فلوس ومالقاش شغل، سواء طبيب أو مهندس... وكان بيحب بنت من هندسة بس أهلها مش موافقين عليه علشان مستقبله مش مضمون وممكن مايعيّشهاش فى نفس المستوى وقالولها "لو اتجوزتي الجوازة دي لا انتي بنتنا ولا نعرفك"... فالبنت وضياء قصتهم انتهت... والبنت اتجوزت ابن خالتها الغني الأكبر منها بكتير. ضياء اكتأب وقرر ينجح أوي فى الشغل علشان ماحدش يخاف يرتبط بيه تاني... ساب شغله وفتح شركة مع ناس كانوا زباين عنده فى المبيعات... ابتدى يشتغل صبح وليل وربنا كرمه... والشركة نجحت... بس شركاؤه كل شوية يخوّفوه ويقولوا له "إنت مش شغال كويس" و"إنت لو ما اشتغلتش أحسن الشركة هتقفل" ضياء بقى مابينمش وبيشتغل بس... حتى وهو مش شغال بيفكر فى الشغل... ضياء حب بنت تانية وكان عايز يتجوزها... سامي صاحب ضياء موظف كبير فى بنك قاله لو اتقدمت للبنت وإنت مش موظف أبوها هيرفضك وقاله إنه عارف والدها كويس وإنه رفض واحد قبل كده عشان نفس السبب... فقدم فى بنك واشتغل فيه وبقى ما بين البنك وشركته واتقدم للبنت واتقبل... ضياء باع اللى وراه واللى قدامه علشان يتجوز البنت علشان حماته وصحاب البنت قعدوا يخوفوه إن بنت خالتها لو ماشافتش إن "ضياء صرف جامد" الجوازة هتبوظ. ضياء اتجوز... بس مابقاش معاه فلوس ومديون ومش عارف يدفع الديون إزاي وشغال فى بنك وعامل شركة... وكل الناس عرفت إنه بيخاف فبيخوفوه صبح وليل... ضياء جه فى يوم عايز يخلف... قرر إنه مش هيعمل كده فى ولاده... ومش هيجيب بني آدمين تعيش حياة ضد رغبتها وموهبتها علشان خايفين... فساب كل حاجة وقرر قرارًا غيّر حياته. ضياء قرر إنه مابيحبش البنك... فساب البنك وبطّل يسمع تهديدات الناس اللى معاه فى الشغل علشان كل واحد بيبص لمصلحته... واكتشف أنه رسام جامد جدا ونجح ولوحاته اتباعت فى العالم كله. بس هو من كتر التخويف كان عايش مش "ضياء" من يوم ماتولد!