أهالي طلاب الثانوية المحبوسين بالسودان: «مش عارفين عن ولادنا حاجة»

قلق وتوتر وحيرة وعدم القدرة على التركيز، مع رفض بعض المسؤلين مقابلتهم؛ هكذا هو حال اهالى أكثر من 50 طالباً من طلاب الثانوية العامة الذين يؤدون امتحاناتهم في دولة السودان وتم القبض عليهم بتهمة تسريب امتحانات الثانوية العامة من بينهم أكثر من 20 طالباً من محافظة كفرالشيخ، طبقاً لرواية زويهم.
وبالرغم من إعلان السفارة المصرية بالخرطوم، أن عدد المقبوض عليهم هم 32 فقط، إلا أن أقارب طلاب كفرالشيخ المتواجدين في السودان أكدوا أنهم أكثر من 50 طالبًا.
واستغاث الأهالي بوزارة الخارجية المصرية، إلا أنها لم تتحرك إلا اليوم -على حد قولهم- مما جعل القلق يُسيطر عليهم وأكد الأهالى ان زويهم لم يقوموا بتسريب الإمتحانات مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل لحل المشكلة وعدم ضياع مستقبل أبناءهم .
أكد محمد حلمى، عم الطالب محمد جمعة حلمي طاهر، من أبناء قرية الوزراية التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفرالشيخ، أن الطلاب ذهبوا للسودان للحصول على شهادة الثانوية العامة وابن شقيقه ضمن أكثر من 50 طالبًا لكن القت السلطات السودانية القبض عليهم بتهمة "تسريب الامتحان".
اضاف قائلاً: "ولادنا محبوسين بدون وجه حق ومش عارفين نتواصل معاهم ولا عارفين عنهم حاجة ومش عارفين هما أحياء ولا أموات، وأنا بقول للرئيس دول ولادك يرضيك إنهم يتحبسوا؟".
وأوضح عم أحد الطلاب المقبوض عليهم في السودان، قائلاً: "أولياء الأمور بيبكوا الولاد اتحرموا من الامتحانات واتقبض عليهم من الشوارع والبيوت بعد امتحان الفيزياء وهما في حكم القانون عيال وأبوهم صارف عليهم دم قلبه، الأمهات مش عارفة ولادهم فين بيقولولهم ابنكوا مات كل يوم بنيجي المحافظ ومش بيدخلنا وإحنا مش عاوزين منه حاجة وهو المفروض يتحرك نروح مش يرفض يقابلنا، نروح لمين عاوز مسؤل يرد عليا أنا مش عاوز غير ولادنا يرجعولنا".
تابع طاهر قائلاً: "المصرى فى كل مكان مُهان بسبب عدم اهتمام المسؤلين وإحنا عاوزين نثبت للعالم غير كدة لازم تتحركوا وترجعولنا ولادنا".
من جانبه أوضح السعيد الشمندي، المحامي الموكل عن أكثر من 20 طالبًا من أبناء كفرالشيخ، قائلاً: "محتجزين في السودان بدون وجه حق مش عاوزين غير ولادنا ترجع لحضننا، جميع السفارات سافروا وخرجوا أولادهم المقبوض عليهم مع أولادنا واحنا سفارتنا فين وفين المحافظ اللي جينا نقابله رفضوا يدخلونا بحجة أن في زيارة وزير".
وأوضح عبدالهادي يحيى صالح، أحد اقارب طالب محتجز فى السودان قائلاً: "أبناءنا وأخواتنا، الطالب بتاع 3 ثانوى يعرف تسريب امتحان أيه ولو الامتحان اتسرب يبقى من السفارات وذنبهم أيه ،ولاحول لهم ولا قوة، وبنطالب المسؤلين التدخل لأن ممكن يحصل انفجار علشان أولادنا وإحنا مش بنام".
وتابع، "من بين الملقي القبض عليهم 3 طالبات من كفر الشيخ، منهم من ألقي القبض عليه من أمام المدرسة أثناء خروجهم من الامتحان وآخرون ألقى القبص عليهم من داخل مساكنهم التي استأجروها"، مشيرًا إلى أن أولياء أمورهم متواجدين معهم بالسودان، لا يستطيعوا رؤيتهم، وقد لجأوا للسفارة المصرية بالسودان ولم تفعل شيئا.
وهدد أولياء أمور أهالي الطلاب بالإضراب عن الطعام والاعتصام أمام وزارة الخارجية؛ بسبب احتجاز السلطات السودانية أبنائهم دون أسباب وعدم فك أسرهم وانقطاع الاتصال عنهم.
ومن جانبها أعلنت رئاسة مجلس الوزراء برسائة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أنه وجه وزيرة الهجرة بالسفر للسودان للتنسيق مع السفارة بالخرطوم لحل تلك الأزمة وإبلاغه بتطورات الموقف، كما أعلنت وزارة الخارجية متابعتها للواقعة من أجل الوصول لحلها.
وشدد رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة التواصل مع السلطات السودانية بالتنسيق مع السفارة المصرية بالخرطوم لحل تلك المشكلة فوراً، مع إبلاغه بتطورات الموقف بصورة دائمة.
ومن جانبه صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن السفارة المصرية في الخرطوم تتابع على مدار الساعة واقعة إلقاء القبض على عدد من الطلبة المصريين من دارسي الثانوية العامة السودانية في الخرطوم، وذلك من خلال الاتصال المباشر مع الأجهزة الأمنية السودانية للتأكيد على ضرورة الإفراج السريع عنهم، لاسيما أنه لم يتم توجيه أية اتهامات محددة للطلبة المصريين حتى الآن.
وأوضح أبو زيد، فى بيان للوزارة اليوم الاثنين ،أن أجهزة الأمن السودانية كانت قد ألقت القبض مؤخرًا على طلبة ينتمون إلى جنسيات أخرى غير مصرية، متهمة إياهم بشراء أسئلة امتحانات الثانوية العامة السودانية وبيعها لطلاب أخرين، وأنه على إثر ذلك قامت السلطات السودانية بإلقاء القبض على عدد من الطلاب من بينهم مصريون، موضحًا أن أعداد الطلبة المصريين المحتجزين جارٍ حصرها، وأن المعلومة المتوفرة حتى الآن تشير إلى عدد 26 طالبًا مصريًا.