تلميذة ثالثة ابتدائي: أبويا محبوس وأمي بتسيبني مع اختي «سماح» علشان تروح تشحت اعتاد ركاب مترو البحوث رؤيتها كل يوم منكبة في ارضاع شقيقتها الصغيرة أو كتابة الواجب المدرسي، وبجوارها كتب منهج ثالثة ابتدائي.. «الطفلة رحمة» ذات التسع سنوات، لم يكن لها نصيبا من الطفولة كقريناتها.. فهي لم تعرف اللهو أو الفسح أو الرحلات، كما فاقت سنها بكثير وتحولت أما لشقيقتها الصغرى التي تتولي ارضاعها ورعايته في غياب أم منهمكة في التسول بأماكن آخرى.. «التحرير» توقفت أمام المشهد واقتربت من «رحمة» لمعرفة قصتها وإلى التفاصيل...
تقول «رحمة» الشقيقة الكبرى ل«سماح»: أنا فى ثالثة ابتدائى وببيع مناديل هنا فى المحطة، وساكنة فى منطقة كفر البرك فى الجيزة» مضيفة أن أمها تتركها وشقيقتها الرضيعة لفترات طويلة طوال اليوم لبيع مناديل فى اماكن أخرى». لم تنس «رحمة» واجباتها المدرسية إذ تحرص على تواجد كتب المدرسة الخاصة بها أثناء انتظارها بالشوارع، تخطف بين الحين والآخر كلمة من الكتاب المدرسى، حتى لا يعاقبها «الأستاذ» على عدم تذكرها لدروسها، فضلاً عن عنايتها بعض الشىء بشقيقتها الصغرى الرضيعة. «أبويا محبوس فى قضية سلاح» تضيف «رحمة» ل«التحرير» بكلمات ممزوجة بقدر من الخوف والترقب، وعينيها تتلفتان إلى جوارها خوفاً من «العسكرى» كى لا يخرجها من محطة مترو البحوث، وتستطرد«ماما بتسيبلي سماح اختى بالرضعة بتاعتها وتقولى أكليها على ما أجيلك». أحد عمال محطة مترو البحوث يلتقط أطراف الحديث ويضيف «رحمة دى أنا اللى مربيها...أمها سيباها وبتبيع مناديل فى مكان تانى»، ما يعزز رواية الطفلة الصغيرة.