كتب: محمد زهران ترددت خلال الساعات الماضية أنباءً بشأن نقل العميد «ماهر»، شقيق «بشار الأسد»، من قيادة «اللواء 42» في الفرقة الرابعة، إلى «شعبة المعلومات» في الأركان العامة لجيش النظام. الأمر أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبينما فسر ناشطون داعمون للثورة السورية على «تويتر» الخطوة بأنها «عزل» ل«ماهر»، اعتبرها ناشطون موالون للنظام ترقية له، دون أن يصدر عن النظام حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن هذه الأنباء. وقبل يومين تداولت أخبار عن وجود خلافات بين الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد والحرس الجمهوري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين السوريين دون تأكيدات في طبيعة الحال، مما وضعها في خانة الشائعات. ليس مجرد شائعات إلا أن دخول «شبكة أخبار اللاذقية» الموالية للنظام على خط تلك الأنباء، جعل العديد من المواقع السورية تتناقلها. فقد أفادت الشبكة على حسابها على مقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، تحت تدوينة «مهم جداً»، بأنه تم نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة" في جيش النظام السوري من دون ذكر تفاصيل إضافية. وتم تداول الخبر مرة على أنه تم عزل ماهر المعروف بإجرامه، ومرة على أنه محاولة انقلاب فاشلة لم توافق عليها طهران، في حين تداوله بعض المغردين على أساس أنه ترقية لماهر الأسد، وتسليمه إدارة المعلومات في «هيئة الأركان». وتأتي هذه الأنباء المتضاربة بعد أيام من قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بانسحاب الجزء الأكبر من قواته من سوريا بعد خمسة أشهر من بدء عملياتها لدعم قوات «الأسد» في سبتمبر الماضي. ماهر الأسد.. مُقل في الظهور وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق من النظام بالطبع، إلا أنه من المعروف أن ماهر الأسد مُقل جداً في الظهور، لا بل لم يسجل له ظهور يذكر بعد إشاعة إصابته في عملية «خلية الأزمة»، التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق في18 يوليو 2012 وقُتل فيه صهره آصف شوكت. المعارضة السورية تنتقد ماهر المعارضة السورية «مجد توفيق جدعان»، قالت إن ماهر الأسد هو الأكثر شبهًا بصفات حافظ الأسد وأقرب إليه في «الخبث والدهاء والإجرام»؛ موضحة أن ماهر مختلف عن شقيقه بشار، لأن الأخير عمل بنصيحة شركة أجنبية سوّقت شخصيته بين السوريين في البداية، فصار يظهر بينهم ويحادثهم، لكنها تضيف أن حقيقة الرجل ظهرت جلية بعد اندلاع الثورة السورية قائلة: «سقطت جميع الأقنعة وظهرت للعيان طبيعتهم الوحشية». وتكشف المعارضة السورية سر غياب الرجل عن وسائل الإعلام بكونه أفاد كثيرًا من الشائعات التي طالته وتحدثت عن تعرضه لإصابة في تفجير ما يعرف بخلية الأزمة، أو بتر ساقيه كما قيل، وهى عملية التفجير التي ضربت مبنى الأمن القومي، وقتذاك، وقُتل فيه صهره آصف شوكت وقيادات كبيرة من الصف الأول. إلا أنها توضح للرأي العام أن ماهر، في الواقع، وبعد توقف الكثير من الناس «عن الخوض في سيرته»، بعد شائعة إصابته، كان منشغلاً "بإدارة العمليات العسكرية الوحشية وأوامر الحليفة الروسية اليوم أو أوامر الحليف الإيراني بالأمس. وتذكر«جدعان»، أن ماهر الأسد زوج شقيقتها، شخص عسكري "له الباع الأكبر في تدمير سوريا وقتل شعبها ومسؤوليته لا تقل عن مسؤولية بشار"، موضحة في هذا السياق أن بشار الأسد "لم يكن إلا بيدقاً صغيراً" وأنه "لا يملك حتى قرار التنازل عن الحكم" كما أفادت جدعان. والأمر بإنتاج أغنيات تشيد بمزايا العميد ماهر، آتى بعدما أصبحت صورة آل الأسد "في أسوأ أيامها" وحيث بات يُشار إلى هذه العائلة بالبنان؛ بصفتها «عائلة لا تعرف إلا ممارسة العنف»، خصوصًا في الفترة الأخيرة. مراقبون: محاولات لإبراز ماهر الأسد ويرى مراقبون أن هناك من يضغط باتجاه إبراز ماهر الأسد مرة أخرى، بسبب اختفاء أغلب أبناء آل الأسد إما موتًا أو قتلاً أو سجناً وكذلك تعمل الدائرة المحيطة برئيس النظام السوري بوضع ماهر على قائمة الانتظار؛ خصوصًا إذا ما تمت ترتيبات جديدة في سوريا تستبعد رئيس النظام وتبقي ماهراً في أوساط الجيش، مؤكدين أن وجود ماهر الأسد يعد نوعًا من "البديل" أو الشخصية الجاهزة "ستاند باي" للحلول مكانه في حال تعرض بشار الأسد للقصف، فينوب مكانه العميد، وإن كان إطلاق هذه الأوصاف روتينياً في الشارع الموالي، إلا أنه اكتسب مدلولات خاصة، بعد ترويج خبر إمكانية تعرض بشار الأسد لعملية اغتيال عن طريق القصف الجوي. يُشار إلى أن القلق على حياة رئيس النظام السوري، عُبّر عنه فقط في الصفحات الموالية له ولم تقم المواقع المعارضة بمنح الموضوع أي اهتمام، إلا بشكل جزئي. مااعتبره مراقبون بأنه "تسريب من داخل النظام نفسه" انتهى بإعادة إبراز الشقيق ماهر.