"وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة".. هكذا تقول الحكمة، لكن الحقيقة تؤكد "وراء كل امرأة عظيمه ألم ومعاناة كبيرة تحملتهم في سبيل أبنائها"، سكينة إبراهيم الفقي، 74 عامًا، أم ل 6 أبناء، توفي زوجها عبد الحافظ بعد صراع مع المرض تقاسمته الزوجة معه، وكان يعمل تاجر جلود، وبعد وفاته عملت في تجارة الجلود، وما هى إلا أشهر وسقط المنزل الذي يأويهم وما كان من الأم إلا أن عاشت بأبنائها في جراج للسيارات، حتى كافحت وجمعت الأموال بعد عدة سنوات وأقامت منزلًا، ورغم ذلك استطاعت تربية أبنائها ال 6 بينهم مهندس وأمين شرطة. تقول سكينة بكل فخر إنها لم تكمل تعليمها وتركت الدراسة في المرحلة الابتدائية ورغم ذلك تعلمت من الحياة أكثر من الساسة والمفكرين، وبعد وفاة زوجها رفضت الزواج مرة أخرى للتفرغ لتربية أبنائها، رغم أنها لا تملك شيئًا إلا أنها أصرت على تحمل المسئولية مكان زوجها في تجارة الجلود بمحل صغير بمركز أشمون في محافظة المنوفية. وتتذكر أيام صعبة مرت بها خلال رحلتها خاصة مرض زوجها بالفشل الكلوي وصرف كافة أموالهم حتى مات، وبعد وفاته عملت بدلًا منه بمحل بيع الجلود، وتعلمت الجلد والصبر على المشقة؛ لأنها كانت تجمع الجلود من الأهالي والجزارين وتنظفهم وتحضرهم من أجل بيعهم لتجار المدابغ، أو الأهالي الذين يستخدمونها في صنع "قِربة" للحصول على السمن الفلاحي. وتضيف سكينة أنه عمل للرجال فقط؛ نظرًا لتعاملها مع رجال سواء الجزارين أو أصحاب المدابغ إلا أنها تحملت وتعاملت كأحد الرجال ونسيت أنها امرأة وحتى الآن ما زالت مصرة على عملها. وتضيف سكينة: "رفضت الزواج حفاظًا على أولادى من زوج أم لا يراعي الله فيهم، وحمياتهم من بطش الحياة، وبفضل الله حصلوا على تعليم بين العالي والمتوسط: محمد، مهندس، مهدي، يعمل في المقاولات، منصور، أمين شرطة برتبة ملازم، طارق، يعمل في مجال الكهرباء، بلال، يعمل في مجال التجارة وناشط سياسي بالمركز، وبنت وحيدة، ربة منزل، وهي متزوجة ولديها أبناء الآن. وبكل أسى، تذكر الأم أن أكثر ما جعلها تشعر بالألم وفاة ابنها الأكبر وكان متزوجًا ولدية 3 أبناء ما زالت تتحمل مسؤليتهم بعد وفاته. وترفض الأم ترك محل الجلود وتحتفظ بعملها حتى الآن حفاظا على حياتها التى صنعت بيدها خلال السنوات الماضية، كما ترفض عروض أبنائها بالعيش معها وتحمل مصاريفها.