وسط مياه خندق المكس بالإسكندرية، يوجد مكان أثري "طابية" يسميه السكان "مغارة" تم بنائه في القرن ال19 لصد هجمات الغزاة، إلا أنه بلا أي اهتمام حكومي، وهو ما سمح للبلطجية والخارجين عن القانون لاتخاذه مقرًا لتعاطي المخدرات والاختباء فيه. الطابية أو "المغارة" لها بابين وبها 4 غرف، وهي مكان مهجور، ما سمح للصيادين باتخاذه مكانًا لتجميع بعض أدواتهم وتخزينها، كما يتناوب عليه خارجون عن القانون، بحسب ما ذكره أهالي منطقة المكس. عمار حسين، 65 سنة، من أهالي المكس، يحكى أن بعض من الجيران حاول البحث عن الآثار أسفل الطابية قبل 7 سنوات، بناءً على شائعة أطلقها شخص مغربي كان في زيارة للمكان، مضيفًا: "جمعوا معدات، ونزلوا يدوروا، ملقوش حاجة، طبعًا محدش هيعتقد إن ممكن حد يبحث عن آثار في مكان مهجور زي ده، لا الحكومة عندها علم بيه، ولا بتحميه". ويضيف على محمود، 50 سنة، من أهالي الخندق، أن المكان بعيد عن رعاية الحكومة ووزارة الأثار، متابعًا: "مفروض حاجة زي دي عمرها أكتر من 150 سنة تقريبا يكون فيها اهتمام، لكن للأسف مفيش، البلطجية مسيطرين على المكان، والمخدرات بتتشرب فيه". أما محمد السيد، 70 سنة، من أهالي خندق المكس، فيشير إلى أن المغارة يصلها بعض الصيادين والأهالي عن طريق المراكب كونها في منتصف المياه، منوها أن الأهالي يطلقون عليها المغارة لأنه لا أحد يمكنه الوصول إليها بسهولة، كما أنها مقسمة إلى قسمين، جزء يمين وآخر يسار وكل جزء به غرفتين. وحول عدم ضم المكان لوزارة الآثار، قال مصدر مسئول بمدرية آثار الإسكندرية، إن الطابية تم بنائها في القرن التاسع عشر بالتزامن مع بناء الخندق نفسه لتكون حصنًا ودرعًا لحمايته وصد هجمات الغزاة عن السواحل الشمالية للإسكندرية. وأشار المصدر إلى أنه ومع مرور الوقت أصبحت الطابية غير مستغلة بعد أن تم بناء القواعد العسكرية على النظم الحديثة حيث أصبحت الطابية مجرد مكان مهجور، متابعًا: هي ليست مقيدة في سجلات وزارة الآُثار كأثر حتى الآن، وأعتقد أن حالتها السيئة جعلتها مستبعدة من قيدها كأثر.