عبر قرون عديدة كانت طابية الدخيلة أو ما يعرف حاليا بالحوض الجاف حصنا حصينا يحمي المدينة ويصد هجمات الغزاة عنها ورغم أهميتها التاريخية الكبيرة إلا أنها مؤخرا تحولت إلي مكان مهجور ومنسي يرتاده البلطجية ومتعاطو المخدرات بدلا من أن تكون مزارا سياحيا يرتاده السائحون والمواطنون لرؤية تاريخ وآثار بلدهم. يعود تاريخ إنشاء طابية الدخيلة أو الحوض الجاف إلي العصر المملوكي حيث أسست لتكون حائطا لصد هجمات الغزاة عن المنطقة الغربية لساحل الإسكندرية وتم بناء عدة صهاريج أسفلها لتمد الجنود بالمياه وظلت الطابية تقوم بدورها في حماية سواحل مصر الشمالية إلي أن قام الوالي محمد علي باشا بتطويرها وتوسعتها وإقامة حوض لتقديم الخدمات وصيانة السفن القادمة لميناء الإسكندرية وعرفت من وقتها بطابية الحوض الجاف. وفي عهد الخديو إسماعيل أعاد تحصينها مجددا وقام بمدها بمدفعين ضمن200 مدفع طراز ارمسترونج قام باستيرادها لتعزيز التحصينات الساحلية ونصبها في الطوابي علي طول الساحل حتي بورسعيد. ومع التوسعات التي جرت بميناء الإسكندرية تم الاستغناء بشكل كامل عن الطابية حيث ضربها الإهمال وتهدمت وسرقت أجزاء كبيرة منها ووجدها البلطجية مكانا مناسبا للاختباء وتعاطي المواد المخدرة. يقول محمد سليمان- أحد الأهالي- للأسف لا أحد من الأهالي هنا يعلم تاريخ الطابية أو مدي أهميتها فهي بالنسبة لهم مجرد مجموعة حجارة مهدمة يستخدما البلطجية ومتعاطو المخدرات وكرا لهم, مضيفا: لجنة الآثار جاءت من فترة ووضعت لافتة تشير إلي أن الطابية تتبعها ولكننا لم نرهم بعد ذلك. وقال مجدي راغب- أحد الأهالي-: الطابية أصبحت تمثل خطرا علينا وعلي المنطقة بأكملها لاستخدامها من جانب المدمنين ونطالب بضرورة تعيين حراسة أمنية عليها. من جانبه قال محمد متولي مدير عام الآثار القبطية والإسلامية بالإسكندرية إن الآثار تعد مشروعا ضخما لتطوير الطالبية وعدد آخر من الطوابي الموجودة بساحل البحر المتوسط وتعود أغلبها للعصرين الإسلامي والقبطي. وأضاف في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن للطابية أهمية كبيرة حيث كانت ومنذ نشأتها في العصر المملوكي حائط صد ضد هجمات الغزاة والمحتلين.