لسنوات طويلة كانت طابية كوسا باشا-وهي قلعة بحرية تقع بمنطقة أبو قير شرق الإسكندرية-حصنا منيعا يدافع عن مصر والإسكندرية ضد هجمات الغزاة, ورغم أهميتها فإنها وخلال السنوات الأخيرة تعرضت إلي حالة غير مسبوقة من الإهمال والنسيان من جانب المسئولين بالمحافظة والآثار, حتي أن تهدمت أجزاء كبيرة منها وأصبحت وكرا للبلطجية وتجار المخدرات. فيما يؤكد مدير عام آثار الإسكندرية أن تكاليف ترميمها تفوق طاقة الآثار وبنيت طابية كوسا باشا عام1807 م حيث أمر حاكم مصر وقتها الوالي محمد علي باشا, أحد كبار قادة جيشه ويدعي محمد كوسا باشا, والذي شغل بعد ذلك منصب الحاكم الإداري لمنطقة أبو قير ببنائها ونسبت إليه, حيث كان الهدف من بنائها أن تكون حصنا منيعا لصد هجمات الغزاة عن شرق الإسكندرية, وخاصة بعد رحيل الحملة الفرنسية وفشل حملة فريزر الإنجليزية. وتقع الطابية شرق أبوقير وإلي الغرب من طابية البرج الواقعة علي رأس شبه جزيرة أبوقير بمسافة864 مترا, ويحيط بها سور خارجي مرتفع من جميع الجهات ويفصل بين هذا السور وبين التل الرملي المحيط به خندق بعرض20 مترا وعمق8 أمتار تقريبا, والمدخل منفصل تماما عن الطابية ويقع في منتصف الخندق تقريبا, ويتقدم الخندق قنطرة خشبية للمرور من فوق الخندق إلي داخلها, ومازالت بقايا هذه القنطرة وهي عبارة عن عروق خشبية غليظة ومفككة باقية حتي الآن. ومؤخرا شهدت الطابية حالة غير مسبوقة من الإهمال والتجاهل من جانب مسئولي وزارة الآثار والمحافظة; حيث تهدمت أجزاء كبيرة منها وتحولت مع مرور الوقت إلي أطلال يتخذها البلطجية ومدمنو المواد المخدرة وكرا لأعمالهم المخالفة للقانون. من جانبه قال محمد متولي, مدير عام منطقة آثار الإسكندرية, إن الطابية مدرجة ضمن قائمة الآثار الإسلامية المهمة بالمدينة, نظرا لمكانتها التاريخية الكبيرة منذ بنائها في عهد الوالي محمد علي باشا. وأضاف متولي, أن الطابية في حاجة ماسة إلي الترميم العاجل, ولكن إمكانات الآثار لا تقدر علي التكاليف المرتفعة لعملية الترميم والتي ستتخطي بحسب تقديرات دراسة أعدتها كلية الهندسة بجامعة القاهرة, عشرات الملايين من الجنيهات-بحسب قوله.