المتهم: سكبت علي ثلجًا وأنا نائم وسبتنى وأهانتى بسبب إخفائى 1300 جنيه عنها تتعدد الجرائم، لكن يظهر عددًا منها له وقائع متشعبة، تتحير فيها هل تنقم على الجانى أم تشفق عليه، كان من آخرها واقعة قتل عامل لشقيقته، وشق جثتها نصفين، والتخلص منها أسفل كوبرى صفط اللبن ببولاق، وفى شارع جانبى من شارع الهرم بدائرة قسم شرطة العمرانية، اعترف المتهم بجريمته كاملة، ومثلها أمام النيابة العامة، وأقر بها أمام قاضى المعارضات الذى جدد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق. قصة «ص.ب» 23 سنة عامل، وشقيقته المجنى عليها «ن» 29 سنة، بدأت فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، كان قوامها طفولة بائسة، على يد أب ظالم، اعتاد تشغيل الطفل واختيه من صغرهما، وكانت «ن» هى الابنة الأوفر، وصاحبة النصيب الأكبر من الشقاء، إذ استخدمها أبيها للعمل كخادمة فى المنازل منذ كانت فى سن الخامسة، وألحق بها شقيقها ثم شقيقتهما الصغرى، واعتاد تحصيل الأموال التى يجنيها الثلاثة، علاوة على إساءة معاملتهم والتعدى عليهم بالضرب والإهانة، وقرر إرغام «ن» على الزواج بمجرد أن بلغت سن الثامنة عشر.
ولم يدم زواج الابنة الكبرى، سوى عام واحد، تطلقت بعده، وقررت السفر إلى مدينة مرسي علم، للحصول على فرصة عمل فى أحد الفنادق السياحية هناك، واستمرت على ذلك الحال 7 سنوات، فلحق بها أخيها «ص»، بعد أن ضاق به الحال من إهانة وجشع والده، فعمل معها لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها تعرفت أخته على سائح ألمانى، وقررت الزواج منه بعد إشهار إسلامه، وتخلت عن عملها فى الفندق للعودة إلى الجيزة لدراسة اللغة الألمانية فى معد جوتا، وسكنت وشقيقها فى منطقة الدقى، قرب المعهد، لمدة 3 أشهر. وبعدها أكد قاتل أخته، على انتقالهما للعيش فى شقة سكنية بمنطقة بولاق الدكرور، تخفيضًا للنفقات، وتغيبت عن المنزل، فنشب بينهما شجار، عايرته فيه بإنفاقها على المنزل، وقالت له عبارات جارحة مثل «أنت ملكش لازمة، وأنا اللى بصرف عليك، وأنت ملكش كلمة عليا»، ..، وانتهى خلافهما على ذلك، حتى غابت عن المنزل فيها بعد ثلاثة أيام متواصلة، ليتجدد بينهما الشجار، وانتهى أيضًا.
وأضاف «ص» خلال الاعترافات: «علمت أنى أخفيت مبلغ 1300 جنيه، جمعتهم من عملى المتقطع، فجن جنونها، واستغلتها فرصة للشجار معه وطردي من المنزل حتى تعيش بحريتها، وجلبت مياه مثلجة وسكبتها فوقي بينما كنت نائمًا، فنهضت وتشاجرت معها، فسبتي بسبب إخفائه أموالًا دون علمها، وكان بينهما اتفاق أن من لديه أموالًا يخبر الآخر، فأخبرتها أنها تترصد له "بتتلكك" حتى تطردني، فبدأت فى سبي ونعتي بأنه عديم القيمة وأنها من تتحملني وتنفق علي، فتشاجرنا، فخنقتها بيدي حتى سقطت على الأرض، وجلبت سكين وطعنتها به، ثم خفت من ترك الجثة فى المنزل، وجلبت سكين أكبر وقطعت الجثة بها نصفين». ومثل المتهم الجريمة أمام طارق جودة، وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة، وشرح أنه وضع النصف العلوى من الجثة فى حقيبة سفر، واستقل «توك توك» وتخلص منها أسفل كوبرى صفط اللبن ببولاق، ثم وضع النصف الثانى فى كيس أزرق، ولفه بالبطاطين والألحفة، وألقاه فى شارع جانبى متفرع من شارع الهرم بمنطقة العمرانية.
وأكد المتهم فى اعترافاته أنه لم يكن طامعًا فى أخته، وإنما تطور الأمر بينهما على نحو أهدر كرامته وانتهى إلى قتلها دون تعمد مسبق لذلك، وأكد أنه أخذ ذهبها وألقى به فى النيل، معتقدًا أن بيعه سوف يؤدى إلى القبض عليه، وترك الشقة وسافر عائدًا إلى أسرته بمدينة طنطا، وحينما انتشر خبر العثور على الجثة، وتم نشر صورتها عبر الانترنت، أراد أن تُدفن جثة أخته، فبادر بالذهاب إلى قسم الشرطة، وأفاد أنه تعرف على الصور عبر الإنترنت، وأن المتوفاة أخته، وتعرف عليها فى المشرحة وأتم إجراءات الدفن. وقال المتهم إنه بعد دفنها شعر أن الحقيقة قد بانت، خاصة لأنه من كان يقيم معها قبل الحادث، فاتجه لتسليم نفسه إلى قسم الشرطة، ليعترف بالتفاصيل الكاملة للجرمية، مؤكدًا أنه نادمًا على نفسه، ولم يحكم على شقيقته وينفذ حكمًا بالإعدام فيها، وإنما تطور الموقف بينهما حين سكبت عليه الثلج وهو نائمًا، وأمعنت فى إهانته وسبه والتعدى عليه، فكان رد فعله خنقها لإسكاتها، دون أن يدرك ذلك، ثم تملكه الرعب فقطع الجثة وتخلص منها حسبما شرح فى اعترافه.