الشعوب تقع ضحية للتطرف والإرهاب الجيش الوطني الليبي هو جيش الجنرال خليفة حفتر حذرنا أصداقاءنا الفرنسيين منذ عامين من أن مقاتلي سوريا والعراق وليبيا سيعودون لشن عمليات أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تستعيد علاقتها مع جوارها، وبما هو في مصلحة شركائها الأفارقة، وتمتلك كفاءات يمكن الاستفادة منها لتنمية القارة في قطاعات مهمة كالبنية التحتية والتعليم والصحة وأوضح "السيسي" أن علاقة مصر بالقارة الإفريقية وثيقة وتاريخية، مؤكدًا أن مصر تسعى للعودة إليها بقوة. جاء ذلك في الحديث الذي أجراه الرئيس السيسي مع مجلة "جون أفريك" المختصة بالشؤون الإفريقية بمناسبة قرب انعقاد منتدى الاستثمار في إفريقيا بمدينة شرم الشيخ يومي 20 و21 فبراير الجاري، وذلك في عددها الصادر اليوم الاثنين، والتي حمل غلافها صورة للرئيس السيسي تحت عَنوان "مصير العالم يحسم في مصر"، حيث تناول الرئيس العديد من القضايا ومنه قضايا الاٍرهاب والأوضاع في ليبيا وسوريا. وقال الرئيس السيسي "نحن نترجم خطابنا في هذا الخصوص إلى أفعال،" مشيرًا إلى أن التوقيع في يونيو 2015 بشرم الشيخ على إقامة منطقة تجارة حرة مع ثلاث مجموعات إقتصادية أفريقية، وانعقاد منتدى إفريقيا 2016 في المدينة نفسها يهدف إلى تعزيز سياسات التعاون والمبادلات مع الأشقاء الأفارقة. وشدد على أن مصر تتطلع كذلك لتعزيز التعاون من أجل نشر التعاليم النبيلة للإسلام الحقيقي، وذلك من خلال إيفاد أئمة جامعة الأزهر إلى الخارج واستقبال الطلبة الأفارقة بالقاهرة. وحول دور مصر في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي تتمتع مصر بعضويته لمدة ثلاثة أعوام، صرح الرئيس السيسي، أن العديد من البلدان حولنا والعديد من الشعوب تقع ضحية للتطرف والإرهاب الذي يمتد من مالي إلى الصومال ومن نيجيريا إلى ليبيا، مؤكدًا أن مصر ستكثف التعاون مع شركائها للتعامل مع هذه الظاهرة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الأمر يحتاج إلى جهود دولية أوسع ووضع إستراتيجية شاملة لمكافحة هذه الآفة. وعما إذا كانت مصر تطالب بتدخل حلف الأطلسي ضد موقع داعش في ليبيا، أفاد الرئيس السيسي أنه كلما استمرت الفوضى في ليبيا، كلما ازدادت المشكلات وازدادت حلولها تعقيدًا، لافتًا إلى أن الأوضاع ستتدهور أينما استقر التطرّف ولم يتم محاربته بفاعلية. وتابع قائلًا: "عندي عدة تساؤلات حول ليبيا - لماذا نلجأ إلى حلف الأطلسي دون محاولة بحث كل الحلول الداخلية في هذا البلد؟ هل تم مساعدة الجيش الوطني الليبي؟ هل تم رفع الحظر على الأسلحة حتى يمتلك هذا الجيش الوسائل لاستعادة سلطة الدولة: فالإجابة لا.. لقد قلت منذ عامين إنه يجب مساعدة الجيش الليبي، ولو كنّا فعلنا ذلك لكان الوضع اليوم مختلفا". وحول الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان - في حوار أجراه مع "جون افريك في نهاية 2015"، إلى مصر والجزائر بالاضطلاع بمسؤولياتهما في ليبيا، أي بمعنى آخر التدخل ضد داعش وهل مصر مستعدة لذلك؟ قال الرئيس السيسي: "إجابتي على ذلك بسيطة..هل فعلنا اللازم لمنع المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق من الانتقال الآن إلى ليبيا وغدًا إلى أبعد من ذلك؟ ما الذي يتم فعله لتجفيف منابع تمويل وتزويد الإرهابيين بالسلاح؟ فهل مجلس الأمن سيصدر قرارا في هذا الشأن؟ إذا التزمنا بشكل حقيقي بهذه النقاط، فالوضع سيتحسن". وتابع الرئيس "فنحن ننتظر إجابات على هذه التساؤلات، ولا يمكننا التدخل في ليبيا طالما لم يتم بحث كل الحلول وبدون أن يكون الليبيون أبدوا بوضوح الرغبة في ذلك". وعما إذا كان الجيش الوطني في نظر الرئيس السيسي هو جيش الجنرال خليفة حفتر، وعما إذا كانت الحكومة الشرعية الوحيدة هي حكومة "طبرق"، أجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي: "بالطبع"، وأشار الرئيس إلى أن المصالحة في ليبيا هي مسألة داخلية. وعن ما إذا كان يرى أن حلف الأطلسي لم ينه عمله في ليبيا بعد إسقاط القذافي، أجاب الرئيس "بالطبع بعد تدخل قوات الناتو، ترك الشعب الليبي بمفرده وأصبح رهينة للجماعات المسلحة والمتطرفين، فكان يجب العمل على استعادة مؤسسات الدولة، ومصادرة الأسلحة ودعم الجيش، ولم يتم فعل أي شيء من ذلك". أما عن تنامي التهديدات الإرهابية في المنطقة، قال: "أشعر بقلق كبير، والرئيس الفرنسي أولاند والكثير من الأوروبين يشاركونني هذا الرأي، فبدون تحرك سيتمدد هذا الخطر وعلينا أن نتعامل مع المشكلة بشموليتها لأن التعامل مع قضايا الإرهاب مع كل حالة على حدة غير كاف." وعما إذا كانت مصر قد رأت أنه بعد هجمات باريس، أدركت فرنسا خطورة الوضع بصورة أكبر، أوضح الرئيس: "نحن نكن كل الحب والتقدير للشعب الفرنسي، ولم نكن نتمني يومًا أن تصلها هذه الرسالة البشعة بتلك الطريقة، ولكننا بالفعل حذرنا أصداقاءنا منذ عامين من أن مقاتلي سوريا والعراق وليبيا سيعودون عاجلًا أو آجلًا إلى بلدانهم لشن عمليات قتل، إلا أنهم لم يروا الأمور وقتها بهذا الشكل."، مؤكدًا "أن الإرهاب يمسنا جميعا، وعلينا مواجهته سويًا دون انتظار أن ينتقل إلى حدودنا"، مشددًا على ضرورة أن يكون الحل أمنيًا على أن يشمل أيضا التنمية والتعليم وتطوير الخطاب الديني. وفيما يتعلق بالازمة السورية، أكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت الداعي إلى الحل السلمي للنزاع والحفاظ على سلامة الأراضي السورية والتحذير من إنهيار مؤسسات الدولة، مضيفًا أن إعادة بناء سوريا سيتطلب مئات مليارات الدولارات وأنه على غرار ليبيا لا يمكن ترك المجموعات الإرهابية تتوسع هناك لما يمثله ذلك من تهديد لكل المنطقة. وتابع الرئيس "لقد أهملنا هذه الأزمة لفترة طويلة والآن تعقد الوضع بشدة، وهنا أيضًا أقول أنه لو كنّا قد أوجدنا حلا منذ عامين لم نكن لنصل إلى الوضع الحالي."