وحدة طب الأسرة بقرية بردين مستشفى بردين التكاملى سابقًًا، صرح طبى شاهد على الإهمال الذى أصاب قطاع الصحة المترهل فى محافظة الشرقية، حيث يقوم المستشفى على خدمة ما يقرب من مليون مواطن بقرية بردين التابعة لمركز الزقازيق والقرى المجاورة لها، ورغم ذلك فقد تم تفريغه من الأسرة والأجهزة الطبية ليحل محلها كومة من القمامة التى تملأ أركان الغرف المفتحة، ناهيك عن العيادات وجناح العمليات وغرف الكشف الموصدة بالأقفال. مساحة شاسعة فى فناء المستشفى ما إن يحالفك التوفيق فى أن تخطو خطوات على مهل به، حتى تتعرقل قدماك فى حفر وتتخبط رأسك فى الأشجار والأوراق التى تسكنها الأفاعى والحيات.
الدكتور يسرى الشرقاوى الرئيس التنفيذى لبيت الخبرة وأحد أبناء قرية بردين، قال إن المستشفى كان يقوم على خدمة ما يقرب من مليون مواطن من أبناء القرية والقرى المجاورة لها، حيث أقيم على مساحة بلغت 5 أفدنة بالقرية التى تتوسط 4 مراكز بالمحافظة هى الزقازيق وبلبيس ومنيا القمح وأبو حماد. وأضاف الشرقاوى أن عمر المستشفى يعود إلى نحو 45 عامًا لم تتخذ على مدار 15 عامًا منها أى خطوة لتطوير المستشفى، ومما زاد الطين بلة قيام مسئولى الصحة بتفريغ المستشفى من الأجهزة الطبية والأسرة الخاصة بغرف المرضى وتحويله إلى مركز طب الأسرة ببردين.
وأوضح أن التاريخ شاهد على ذلك المستشفى الذى كانت وحدة صحية ثم مستشفى عام منذ أيام الاحتلال الإنجليزى، وكان يقوم بتقديم الخدمات الطبية والرعاية المتكاملة للمرضى، وفى أثناء فترة الحرب وما حدث من التهجير ونقل بعض الوحدات العسكرية، استوطنه إحدى الوحدات التابعة لقيادة الجيش الثانى الميدانى والتى تمركزت بها 4 أعوام، وتركته فور استقرار الأوضاع وعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية، ليترك المستشفى مهجورًا 5 أعوام كاملة.
وتابع أنه منذ ذلك الحين تم تحويل المستشفى إلى مركز أسرة مهمل بعد تجريده من الأجهزة الطبية والأسرة ونقل وحدة الإسعاف الخاصة بها، بعد أن كانت تتدخل سريعًا لنقل الحالات الحرجة والطارئة من مصابى الحوادث، مشيرًا إلى أن محافظين سابقين قاموا بزيارة المستشفى دون إيجاد حل لها، رغم افتقاد القرية والقرى المجاورة لها للخدمات الصحية.
من جانبهم، ناشد أهالى القرية الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة التدخل لحل المشكلة، والتى تتمثل فى غياب مسئولى الصحة وترهل المنظومة الصحية، مؤكدين أن العيادات دائمًا مغلقة بالأقفال، كما أن بعض العاملين بالمركز فى حالة غياب تام عنه دون التواجد لتقديم الخدمة الطبية، لدرجة قيامهم بالتوجه إلى مدينة الزقازيق لاستخراج شهادات الوفاة بسبب عدم تواجد بعض الموظفين المسئولين عن إدارة المركز.
وأضافوا أن الطابق الثانى من المستشفى يضم جناح العمليات المغلق هو الآخر بالأقفال، فضلًا عن غرف المرضى التى تم إخلاؤها من الأسرة وإيداع بعض الملفات القديمة والنفايات بها بشكل مثير للاشمئزاز، فى الوقت الذى تركت فيه مساحة شاسعة من فناء المستشفى متعرجة تتخللها أشجار متشابكة وتسكنها الأفاعى والحيات التى تستوطن بعض أركان الفناء المهملة، مطالبين الرئيس السيسى بالنظر إليهم بعين الاعتبار ومجازاة كافة المسئولين عن ذلك الإهمال والتدهور وما آل إليه حال المستشفى التى أصبحت مثالًا صارخًا لإهدار المال العام .
من ناحية أخرى، بادر بعض العاملين بالمركز بدفع الاتهامات التى وجهت إليهم من قبل الأهالى، مؤكدين أنه مركز لصحة الأسرة وليس مستشفى، وبناء عليه فإن تواجدهم يكون محددًا بفترة العمل التى تنتهى فى الساعة الثانية ظهرًا، بعدها يكونوا غير مسئولين عن العمل بالمركز، لافتين إلى أنهم يتواجدون باستمرار على عكس اتهامات الأهالى.