يحيي التونسيون، غدًا السبت، الذكري الثالثة لاغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد، الحادثة التي أربكت حكم الإسلاميين في تونس، وعجلت برحيلهم "طواعية" من السلطة. اتهام الإسلاميين باغتياله وبهذه المناسبة، اتهم شقيق شكري، لطفي بلعيد، في تصريح لإذاعة "كاب إف إم"، اليوم الجمعة، زعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي بالتورط في اغتيال شقيقه. وقال لطفي بلعيد، إن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، هو من أعطى أوامر اغتيال شقيقه، وفق تعبيره. وأضاف لطفي بلعيد أن "كل التونسيين يعلمون ذلك ويوم الاغتيال خطوط الهاتف قطعت كما قطع التيار الكهربائي، ما يشير إلى أن عملية الاغتيال لم ينفذها شباب متطرف". من جهة أخري، نفي القيادي في "الجبهة الشعبية" اليسارية محمد جمور، في تصريح إعلامي أن تكون "الجبهة الشعبية" بصدد البحث عن تلبيس "حركة النهضة" تهمة اغتيال شكري بلعيد. وقال جمور: "غاية الجبهة ليس اتهام النهضة بالاغتيال أو تلبيسها الجريمة، ولكن الهدف هو إيجاد الحقيقة كاملة", مضيفا: "نريد تحديد المسؤوليات القانونية والسياسية وليس الأخلاقية فقط". تعطل التحقيق وغموضه وفي سياق متصل، أكد محمد جمور، أن هنالك محاولات للتستّر على الأطراف المتهمة بالتورط في جريمة القتل وإعطاء أوامر التنفيذ. كما صرح النائب عبادة الكافي، القيادي السابق المستقيل من "نداء تونس"، ورئيس لجنة التشريع العام بالبرلمان، بأن بحوزته معلومات عن اليد المنفذة، مؤكدا أن هناك من يقف وراء منع الوصول إلى من أعطى الإذن والأوامر لقتل بلعيد. ورجح الكافي أن تكون شخصية سياسية هي الرأس المدبر. كما أشار الكافي إلى "أن القوى الرجعية والظلامية هي أكبر مستفيد من اغتيال شكري بلعيد بما أنه كان يقاومها". جريمة دولة وحول تداعيات اغتيال بلعيد، قال الكاتب والمحلل السياسي توفيق المدني ل"العربية.نت" إن عملية اغتيال القائد السياسي والمناضل شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، مثلت اغتيالا للثورة التونسية ولطموحات وآمال الشعب التونسي، في تحقيق أهداف ثورته. وأضاف المدني أنها جريمة دولة بامتياز وهي سابقة خطيرة في تونس، إذ لأول مرة تشهد البلاد التونسية، حالة اغتيال سياسي لشخصية وطنية معارضة تنتمي إلى اليسار التونسي الراديكالي. ثم تلتها عملية اغتيال النائب في البرلمان التونسي والقائد القومي الناصري محمد البراهمي في 25 يوليو 2013. يوم وطني ضد الاغتيال السياسي وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة توقيعات لإعلان يوم اغتيال المناضل شكري بلعيد، يوم 6 فبراير يوما وطنيا لمناهضة الإرهاب والاغتيال السياسي. وجاءت هذه الحملة في شكل نداء تحت عنوان "نداء لكل أحرار العالم"، وهو نداء موجه لكافة الأحزاب السياسيّة، والمنظمات الوطنية والجمعيات والمواطنين، للتوقيع عليه، ومطالبة مجلس نوّاب الشعب (البرلمان) و رئاسة الحكومة و رئاسة الجمهوريّة بأن يصبح يوم 6 فبراير يوما وطنيا لمناهضة الإرهاب والإغتيال السياسي. يذكر أن المناضل اليساري شكري بلعيد (محامي)، كان قد اغتيل صباح يوم 6 فبراير 2013 أمام منزله في العاصمة تونس، ولم يتم الكشف رسميا إلى حد الآن عن الجهة التي قامت باغتياله.