داخل ممر ضيق بأحد الأزقة في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، تعيش دعاء رجب، بنت ال 27 عامًا، داخل حجرة صغيرة بمنزل أهلها الآيل للسقوط والذي يعد محلًا لنزاع الورثة عليه. كتب القدر على "دعاء" أن تعيش حياة بائسة هي وطفليها مشردين في الشوارع، بعدما طُلقت من زوجيها الإثنين، وتركا ها وهاجرا مكبلة بحبال طفلين.. تبحث بين عشية وأخرى عن طعامهما وملبسهما. عاشت "دعاء" حياة مأساوية، بعدما شُرِدت في الشوارع هي وطفليها "3 أشهر"، وما بين عطف القلوب الرحيمة ورحمة الله تتوكأ أيامها باحثة عن منقذ من الضياع، فرتب لها فاعلو الخير مكانًا داخل أحد المخازن للأدوات الكهربائية بالخارجة على ورق الكارتون، بعدما سكن جميع المسؤولين والتزموا الصمت أمام حالتها المسكينة. في أحد الأيام، ذهبت "دعاء" للعيش مع شقيقتها الأكبر داخل منزل أهلها، بعد أن ضاق بها الحال، عاشت داخل غرفة فارغة، ولضيق ذات اليد، قامت ببناء «مسطبة» كما يطلع عليها أهل الواحات وسط الغرفة، ومن هنا فكرت في أعمال البناء، كي تستطيع إطعام أطفالها الصغار، وتكفيهم قوت يومهم، لكن أصيب طفلها الأصغر "آدهم" في عينه إصابة خطيرة. قالت دعاء رجب، في تصريحات خاصة ل«التحرير»: "أنا مطلقة ولدي طفلين، أعمل في أعمال البناء، كي أطعمهما، وإبني دخل في عينه مسمار ويحتاج عمليه ذرع عدسة وسحب مياه، ومنذ شهرين انقطعت عن العمل بسبب هلاك صحتي وأصيبت بنقص السكر في الدم وسوء في التغذية، لكني أحاول المقاومة عشان علاج ابني الذي يكلفني في الأسبوع 91 جنيهًا". أضافت دعاء: "أعيش داخل منزل أهلي، لكنه محل نزاع من الورثة الآن.. أعطوني مهلة أنا وأطفالي حتى نهاية الشهر الحالي، للبحث عن مكان آخر، لأنهم سيقومون ببيعه ليأخذ كلًا منهم نصيبه، وبعدها سنشرد في الشوارع أنا وأطفالي دون مآوى.. ذهبت إلى جميع المسؤولين بالمحافظة، وحتى الآن لم أحصل على مأوى يحميني أنا وأطفالي الصغار".