للمرة الثانية يتم إيقاف برنامج "أخبار القاهرة"، الذي تقدمه المذيعة عزة الحناوي على قناة القاهرة (الثالثة)، حيث تم منع الحلقة التي كان مقررا عرضها اليوم دون إبداء أسباب، مما دفع المذيعة إلى تقديم مذكرة إلى الشؤؤن القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون. وتكشف عزة الحناوي في حوارها مع "التحرير"، عن القضايا التي كانت ستثيرها في حلقة البرنامج التي تم منعها بالتزامن مع احتفالات 25 يناير، كما تتحدث عن رؤيتها لموقف الرئيس السيسي من الإعلام. ما أسباب منع حلقة برنامجك التي كان من المقرر عرضها اليوم؟ لا أعرف أسبابا واضحة، فقد اتصلت بي مخرجة البرنامج وأبلغتني أن الحلقة ستتناول الاحتفالات بأعياد الشرطة، وسيكون يوما مفتوحا، ولكني أعرف أنهم لا يريدون ظهوري في يوم حساس مثل يوم ثورة 25 يناير خوفا من أن اتناول موضوعات شائكة، ولا أعرف ما بضمائرهم ولكني اعتدت أنه مع أي حدث مهم يتم منعي من الظهور مثلما حدث يوم افتتاح قناة السويس الجديدة. وهل كان في مخططك أن تتناولي موضوعات شائكة؟ أنا لا أتعمد تناول موضوعات شائكة ولكن ملفات الفساد كثيرة، وأنا أقوم بإلقاء الضوء عليها لا أكثر ولا أقل، ومن الواضح أن هذا يستفز القيادات داخل وخارج ماسبيرو، فهم من الذين اعتادو على مبدأ السمع والطاعة وعدم إظهار أي جوانب للحقيقة المؤسفة داخل مؤسساتنا، فالكل داخل المبنى عبد مأموره ومرؤسه، والمشكلة إنني لا اتجاوز ولا أسب أحدا وكل كلامي بالقانون والمستندات لذلك لا يستطيعون إلا إبعادي وإيقافي. هل إيقافك تصفية حسابات؟ بالتاكيد تصفية حسابات و"ترييح دماغ"، بمعني أنهم يقولون "اركنها على جنب لحد ما تعدي الأزمة أو المناسبة"، وقد حدث ذلك أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك وأيام حكم الإخوان، والآن يحدث في عصر السيسي ولكن ربنا بينصرني عليهم كل مرة. وما هى الموضوعات التي كنت ستطرحيها في حلقة 25 يناير؟ كنت سأحلل خطاب الرئيس السيسي، الذي التقى فيه باسر شهداء الشرطة، وكنت سأتوجه بالسؤال له بأنه لم يذكر شهداء المدنيين ممن ثورة 25 يناير، وأنه لم يوجه الشكر للثورة والثوار ولم يبين لنا لماذا لم تات حقوقهم حتى الآن؟، كما كنت سأتوجه له بالسؤال عن تقارير لجان الحقوق الإنسانية وتواجد عدد كبير من الثوار في السجون بدون أسباب، كما كنت أنوي سؤاله عن تدخله وانتقاده للبرلمان بسبب قانون الخدمة المدنية والذي يعتبر تدخل غير قانوني لأنه سلطته تشريعية لا تنفيذية. وكنت سأفتح ملف حظر النشر في تقرير المستشار هشام جنينة، وقضية الرئيس المخلوع حسني مبارك والمتهم فيها بقتل المتظاهرين، ومناقشة تهنئة وزير الدفاع للرئيس السيسي بمناسبة الثورة، والتي لم يذكر بها الشهداء وحقوقهم وكل ما يشغل بال المواطن عن ثورة 25 يناير. وهل كانت القيادات في ماسبيرو تعلم هذه الموضوعات ولذلك تم منعك؟ لا يعرفون ولكنهم متوقعين ويعرفون أنني لا أستطيع السكوت عن أي فساد أو غلط، خاصة أنه واضح للجميع، ومن العيب أن نضع رؤسنا في الرمال مثل النعام وبعدها نغضب من انتقادنا. وما هو الإجراء الذي ستتخذينه أمام هذا الإيقاف؟ سأعود إلى الشؤون القانونية الخاصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وسأضم هذا الإيقاف إلى قضية إيقافي الأولى والتي سبق وقمت برفعها ضد عصام الأمير ورئيس القطاع ورئيس القناة في شهرنوفمبر الماضي، وانتظر عدالة الله لأني سئمت أن أكون كبش فداء للنظام، فالقيادات "بيجاملوا" كل نظام بي. لماذا لم تفكري في اللجوء لقيادات أكبر ممن هم في ماسبيرو، مثل رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء لإنهاء هذا الخلاف المستمر؟ لن ألجأ إلى أحد، "ما الرئيس السيسي عارف كل حاجه ودي تعليماته"، فأنا عندما اتحدث مع القيادات داخل ماسبيرو عن أخطائي أو تجاوزاتي لا أجد إجابة وعندما تكلمت مع زملائي وقلت لهم الرئيس السيسي، هو من طالبنا بإظهار الفساد وهو من قال لا توجد قيود على الإعلام طالما إنها موثقة وبالدلائل، يكون ردهم هذا ما يقال في الظاهر ولكن هناك تعليمات بعكس ذلك. وفي رأيك لماذا يصدر الرئيس السيسي هذه التوجيهات؟ لأنه يعلم أهمية الإعلام كسلاح قوي، ويريد أن يكون هذا الإعلام سندا له وبالطريقة التي تظهر كل شىء على أنه جميل وصحيح، ولكن للأسف ظهر أمام الجميع موقفه. كلامك هذا خطير ما دليلك على ذلك؟ أولا ما يحث معي، ثانيا هناك العديد من الشباب بل وايضا الأطفال المحبوسين في السجون، لمجرد أن بعضهم ارتدى تيشيرتات مكتوب عليها "وطن بلا تعذيب"، أين باسم يوسف وريم ماجد ويسري فودة وغيرهم، كما إن نقابة الصحفيين لا يمر عليها أسبوعا إلا وتصدر بيان تطالب بالإعفاء والإفراج عن معتقلي الرأى، كما إن المجلس القومي لحقوق الإنسان المعين من قبل سيادته، لديه تقارير بعدد من المختفين قسريا والشرطة أنكرت وجودهم، وبعد أن علموا أن هناك قضية ترفع على الدخلية من قبل القضاء الدولي، اعترفوا أن هناك 99 اسما موجودين لديهم، ولماذا لم يصدر قانون الإعلام الموحد للصحافة والإعلام، وكان لديه من الوقت والسلطة ما يكفي لمدة عام ونصف، لماذا يعاملنا مثل أيام صفوت الشريف الذي عندما كنا نطالبه بإقامة نقابة يقول "على جثتي" فهو أقسم على احترام القانون والدستور فلماذا يخالفه؟ إذن هل تريدين أن توجهي رسالة للرئيس السيسي؟ اتمنى من الرئيس السيسي، أن ينظر للإعلام نظرة أخرى، فنحن لسنا ضده وأتمنى أن يطهر ماسبيرو، من الفساد ليكون حقا إعلاما محترما يليق به وبثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأقول له إذا اردت أن تنهض بمصر أبدا من ماسبيرو، ليكون في ظهرك سندا لا شوكة، كما أود أن أتوجه برسالة إلى القوات المسلحة، أو بمعنى اكثر دقة بسؤال، فقد قالوا وتعهدوا أن يكونوا هم اليد التي تحنو على الشعب المصري وأن يكونو حماة الدستور، فهل وجد الشعب المصري هذا الحنو والعطف.