فتحت الإعلامية عزة الحناوى، المذيعة فى برنامج «القاهرة»، النار على قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد إحالتها إلى التحقيق، وإيقاف برنامجها، الذى تبثه إحدى القنوات الإقليمية، على خلفية توجيهها انتقادات قوية لسياسات الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الهواء مباشرة. وقالت «عزة» فى حوار ل«روزاليوسف» : إن قيادات ماسبيرو يتعاملون مع المشاهد باعتباره «كيس جوافة»، وأن الوضع الحالى فى مصر سيظل كما هو، مادامت نفس طريقة إدارة الأمور فى البلاد مستمرة، بالمنطق الحالى نفسه، وشددت على أن الفساد يقف حجر عثرة فى طريق الرئيس. ما أحدث مستجدات التحقيق معك وإيقاف برنامجك؟ - لم يبلغنى أحد بأى جديد، وكل ما عرفته بعد انتهاء التحقيق أنه سيتم استدعاء رئيس القناة وفريق عمل البرنامج للتعرف على تفاصيل الواقعة. تصريحات منسوبة لك تؤكد أن الإيقاف والتحقيق سبب الخروج عن «إسكريبت» الحلقة؟ - ليس لدينا التزام ب «الإسكريبت» أو متابعة لأى برنامج حال حدوث أى خطأ فنى أو فى الإخراج أو الإعداد، وليست هناك متابعة من رئيس القناة أو مدير الإدارة، وهناك معدون يأتون قبل الهواء بنصف ساعة ويعطون المذيع ورقة مكتوبا عليها عناوين دون محاور أو أسئلة عن موضوع الحلقة، ف «الإسكريبت» غابت عنه الأصول المهنية، والانهيار الذى يحدث بالبرامج والتليفزيون ناتج عن كل هذه الأخطاء المتراكمة. بعض خبراء الإعلام يؤيدون خروجك عن المهنية وإبداء رأيك فى الحلقة المذاعة؟ - قرار رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عصام الأمير، بالإيقاف والتحويل إلى التحقيق، كان لاتهامى بالخروج عن القواعد المهنية والمتمثل فى الإدلاء برأيى الشخصى، لكن السؤال هو: أين كانت هذه القواعد المهنية وأنا كل حلقة كنت أعبر عن رأيى، وأين القواعد المهنية على سبيل المثال من رئيس قناة صوت الشعب الذى لديه برنامج يمتلك به هواء بالساعتين ويقوم بالإدلاء برأيه دون ضيوف أصلا؟ وأنا هنا من حقى أن أقول إن المهنية بها كيل بمكيالين، معى تكون مخالفة، ومع زميل فى قناة أخرى غير مخالفة لأن رأيه يسير فى الاتجاه المطلوب دون معارضة، وهناك أمثلة كثيرة بالقنوات المختلفة، فهل تذكر عصام الأمير المهنية معى لأن صوتى معارض للبوق الإعلامى الموجود؟! ألم يتغير «ماسبيرو» من بوق النظام والحاكم إلى تليفزيون الشعب بعد ثورتين؟ - للأسف الشديد، التليفزيون يعتبر المواطن المصرى «كيس جوافة» ويتم تقديم ساعات الهواء على القنوات والبرامج المختلفة، وملئها بأى محتوى سطحى، وتناقش الموضوعات فى اتجاه واحد، فالمسئولون بماسبيرو يقدمون ساعات «هواء» بكلام فارغ، وفى الآخر يذهبون لقبض رواتبهم، ولا أعلم على ماذا يتقاضون؟ وأين هى الخدمة التى قدموها للشعب المصري؟! طالبت بمكافحة الفساد فى حلقتك الأخيرة والبدء بماسبيرو.. إلى أى مدى الأمر متفاقم بهذا الكيان؟ - ملامح الفساد تظهر أمام 90 مليون مواطن، وتبدأ بقبح الشاشة المستمر يوما بعد الآخر، وانصراف الجمهور عنها للقنوات الخاصة، ووصلنا إلى هذا الفساد لأسباب متعددة، أولها أنه لا توجد قيادة بماسبيرو يقوم العاملون باختيارها، ولكن يهبط علينا كشف لا نعرف من أى جهة من الدولة بتعيين أسماء معينة فى المناصب، وبالمناسبة كل القيادات الحالية تم تعيينها من أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وكانوا فى مناصب صغيرة إلى أن تدرجوا وأصبحوا رؤساء قنوات وقطاعات ومنها رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون نفسه عصام الأمير، ولا توجد معايير واضحة وصريحة لتعيين القيادات بماسبيرو، حيث يغيب معيار الكفاءة والخبرة ويحل محله معيار أهل الثقة فقط، يغيب عنها المحاسبة والمساءلة، حيث يأتى رئيس القطاع أو رئيس الاتحاد دون رؤية أو أى تغيير، ومع ذلك لا تتم محاسبته، لصالح من يتم هدم ماسبيرو؟! ماذا عن حقيقة اختراق ماسبيرو من الإخوان؟ - القضية هى تشبع القيادات بفكر الحزب الوطنى، وعمرنا ما سمعنا عن الإخوان فى المبنى، لكن من يجلسون على مقاعدهم حاليا هم الذين تحالفوا مع نظام الإخوان، فى الوقت الذى يتهمنى اليوم فيه البعض بأننى «إخوان» رغم أنه تم إيقافى فى عهد الإخوان لموقفى الواضح ضدهم، والقيادات نفسها هى تلك الموجودة حاليا بعد 30 يونيو، فالقيادات بماسبيرو تخلع عباءة نظام وترتدى «ذقن الآخر»، بمنطق «عاش الملك.. مات الملك»! ما رأيك فى الانتقاد الذى وجهه أكرم حسنى ومهاجمة قيادات ماسبيرو له؟ - فى الحقيقة لم أتابع تلك الحلقة، لكن الهجوم عليه منطقى، لأن من فى ماسبيرو لا يريدون تطهيره من الفساد، ومن ثم أى محاولة لفضح ذلك والمطالبة به سوف تكون مرفوضة، لكنى أؤيد المحتوى الذى قرأته عن حلقة أكرم حسنى، فالقيادات فى ماسبيرو تكره أى نموذج ناجح ومميز بالمبنى، ومن تكون له شعبية وأداؤه مهنى فالمسئولون يريدون مقدمى برنامج أو «عاملين بالبلدى «تسلق وتبيع»! وأن يقوموا بمناقشة الموضوعات بشكل سطحى ودون أى تعمق، عندما وقفنا ضد الإخوان لتغيير هوية مصر، لا يقل عما يفعله عصام الأمير بالمبنى من تغييب عقول المواطنين المصريين، وهذه مصيبة كبيرة، ولا أعرف كيف استقال فى عهد الإخوان لاعتراضه على أخونة ماسبيرو، فكيف لمستقيل من منصب يعود وتتم ترقيته إلى منصب أعلى، وكيف كان يناضل ضد الإخوان وضد سياستهم القمعية ويمارس معى اليوم قمعهم نفسه والمنهج نفسه من تكميم الأفواه؟! كيف ترين غضب الرئيس من الإعلام وعتابه له والعبارة الأشهر له «ما يصحش كده.. وهشتكيكم للشعب»؟ - الرئيس يذكرنى فى ذلك الموقف بالمثل الشعبى القائل «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى»، وعلينا أن نسأله: لماذا تأخر وهو من يمتلك السلطة التنفيذية والتشريعية منذ أكثر من عام بعد توليه الرئاسة فى مشروع قانون خاص بالإعلام وتشريعات تنظيم العملية الإعلامية وفقا لما نص عليه الدستور، وتتم المحاسبة والتقييم وفقا لتشريع دستورى نزيه؟! ولكن إذا يشتكى الرئيس الإعلام للشعب، فالشعب الآن مع المذيعة التى تم إيقافها ظلما لنقل أوجاعهم ومشكلاتهم، وباشتكى منك سيادة الرئيس! ماذا لو تدخل الرئيس لإعادتك كما فعل مع المذيعة عايدة سعودى عندما تم إيقافها لاعتراضها على قانون التظاهر؟ - أكون موافقة لو أعادنى الرئيس، لكن بشرط محاسبة القيادات التى ظلمتنى، لكننى سوف أرفض العودة دون محاسبة هذه القيادات، سأحصل منهم على كامل حقوقى بالقانون. ما الإجراءات التى تتخذينها حاليا لحين صدور نتائج التحقيقات؟ - علمت أن حلقة الأحد القادم تم إيقاف إذاعتها، حتى إنه لم يتم اختيار مذيع بديل لى حتى الآن، ولكن هناك إجراءات موازية، وأتمنى ألا تستمر التحقيقات لوقت طويل حتى لا نقطع عيشى أكثر من كده»، كفانى ما حدث من أيام مبارك والإخوان ولم أسترد هذه الفترات السابقة التى تم إيقافى بها، رغم عودتى بالقانون إلى الآن، ولكننى أثق فى عدالة ربنا بعودتى مرة ثالثة مع هذه الأزمة، وهناك إجراءات قانونية موازية سوف أتخذها أمام القضاء الإدارى ومجلس الدولة ضد القيادات التى ظلمتنى وتسببت فى أضرار لى بدعم من محامين مدافعين عن حرية الرأى والتعبير. ما رأيك فى إيقاف برامج الهواء فى ماسبيرو خوفا من تكرار أزمتك؟ - هذه شائعة، والبرامج تعمل أمامى على القنوات الأرضية والمتخصصة على الهواء مباشرة. هل ستتوقفين عن إبداء رأيك لو عدت للشاشة؟ - لن أتوقف وسأظل أقول رأيى، لست مذيعة نشرة إخبارية، ولا يوجد حياد مع قضايا وطنى ومع مصلحة المواطن، وقلت ذلك واضحا للمحقق أثناء التحقيق، ولا يوجد معنى لكلمة حياد، كيف لا أعقب على فيديو أو أثناء محاورتى لضيف بالحلقة؟! هل هناك قائمة من الضيوف يتم فرضها على برنامجك؟ - لم أر قائمة، لكن هناك صحفيين محددين يعبرون عن صوت واحد، يتم فرضهم على البرنامج، من قبل المعدين، وعند المطالبة بمتخصصين وخبراء يردون عليّ ويتهموننى بأننى أريد ضيوفا تشتم وخلاص! لكن كل ما أطلبه هو ضيوف لديهم وجهات نظر موضوعية، وليس صوتا واحدا يؤيد كل شيء! ذكرت فى برنامجك أن الجماهير محبطة، هل ترين أن حالة الاحتقان تتزايد وتشكل خطورة فى 25 يناير المقبل؟ - الجماهير قامت بثورة صامتة ضد الرئيس فى «انتخابات لم يحضر أحد»، وكانت أولى المؤشرات التى يجب الانتباه إليها هى أننا نحن خرجنا فى 25 يناير للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وهذه المطالب لم تتحقق حتى الآن منذ الثورة، وصولا للإخوان ولديّ يقين أن الفساد يشكل عثرة كبرى فى طريق السيسى، وإذا لم يبدأ بتطهير البلد من الفساد وأولها ماسبيرو الذى يشكل «عقل الناس» ستظل الأوضاع كما هى.