تمر الأيام، وتتبدل الأحوال، ويتغير معها حال سوق الجمعة بمنطقة اللبان، غرب الإسكندرية، الذي يعاني اليوم من ندرة الزبائن، بعد أن كان مقصدًا للآلاف من محبي اقتناء الخردوات، والأنتيكات القديمة. "التحرير" رصدت وضع السوق الشهير، وحال الباعة الذين افترشوا بضاعتهم في انتظار زبون قلما يأتي، وهم الذين كانوا "لا يلاحقون على الزبائن في الماضي"، حسب قولهم. السوق الخالي من المشترين الآن كان سابقًا مقصدًا لكل من يريد شراء تحف قادمة من أوروبا، فقد أنشأه اليونانيون المقيمون في الإسكندرية قبل 100 عام لهذا الغرض، إذ سعوا لجعله مكانًا لبيع التحف والمقتنيات الثمينة القادمة من الدول الأوربية، عبر المراكب والسفن بالميناء المجاور للسوق. تحول السوق مع مرور السنوات إلى ملتقى لتجار الخردة والأجهزة والمقتنيات المستعملة. يقول سعيد العراقي، من أقدم تجار السوق، إن حركة البيع قلت بعد ثورة 25 يناير، مضيفًا: "قضيت أكثر من 30 عامًا في بيع المقتنيات القديمة، وأعلم أنه لم يكن مسموح للمصريين بالبيع فيه، إذ اقتصر الأمر على التجار الأجانب المقيمين في الإسكندرية، وكانوا يبيعون التحف القادمة من أوروبا، لكن عددهم لم يتجاوز 10 تجار". ويقصد السوق الآن تجار من مختلف المحافظات، إلا أن الأشياء القديمة والمستعملة التي تباع فيه لم تعد تلاقي رواجًا كما كان في السابق. ويواصل الحاج سعيد: "لم يعد هناك أناس تبيع القديم لديها وبالتالي لا يجد التجار ما يبيعونه لرواد السوق، كما أن المكان أصبح وسيلة لبيع المنتجات الصينية، والسلع المقلدة، والخردوات، ولم يعد يأت إليه كل من كان يريد تزيين بيته بتحف كما في الماضي". وتبدا أسعار بيع الخردوات في السوق من ألف جنيه حتى 4 آلاف، وتضم السلع المباعة، نظارات قديمة، وتليسكوبات مستعملة، وجوزات سفر، ولوحات، وعملات معدنية، وتحف تاريخية، وتماثيل.